الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْض } يجعلهم خلفاء يتصرفون في الارض تصرف الملوك في مملوكاتهم ويزيل الملك عن المشركين والمنافقين. وقد صدق وعده بان فتح لهم البلاد العربية والعجمية مكث صلى الله عليه وسلم بعد الوحي مع اصحابه عشر سنين وامروا بالصبر على اذى الكفار فكانوا يصبحون يمسون خائفين ثم امروا بالهجرة إلى المدينة وامروا بالقتال وهم على خوفهم في المدينة لا يفارق احدا منهم سلاحه فقال رجل ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح فنزلت الآية فقال صلى الله عليه وسلم " ما بقي إِلا قليل حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليس فيه حديدة " قال المخالفون عن الضحاك ان الذين آمنوا هم عمر وابو بكر وعثمان وعلي وان استخلافهم امامتهم العظمى وسيأتي قد مرّ أيضا ما يدل على بطلان دخول عثمان وعلي في ذلك ومفعول وعدد محذوف اي اعدهم للاستخلاف وليستخلفنهم جواب لمحذوف اي وعدهم الاستخلاف واقسم ليستخلفنهم أو جواب للوعد لتحققه في منزلة القسم فيجاب كالقسم. { كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من بني اسرائيل بعد هلاك الجبابرة بمصر والشام وغيرهما والمسلمين الذين من قبلهم مطلقا من بني اسرائيل وغيرهم ودخل في ذلك الانبياء وغيرهم اورثهم ارضهم واموالهم. وقرأ ابو بكر استخلف بالبناء للمفعول فاذا ابتدأ ضم الهمزة ومن بناه للفاعل إذا أبدى كسرها * { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ } يثبته لهم وينصرهم ويعملون به ظهورا * { الَّذِي ارْتَضَى } اختاره * { لَهُمْ } وقد اظهره والحمد لله وهو دين الاسلام على سائر الاديان ووسع لهم في البلاد وملكوها * { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ } يعوضنهم. وقرأ ابن كثير وابو بكر باسكان الباء وتخفيف الدال من الابدال والاول من التبديل * { مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ } من الكفار * { أَمْناً } ضد الخوف. قال عدي بن حاتم " بينما أَنا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ اتاه رجل فشكا إليه الفاقة اي الفقر ثم اتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال يا عدي هل رأيت الحيرة؟ قلت لم ارها ولقد انبئت عنها قال فان طالت بك الحياة فلترين الظعينة أي المرأة في هودج ترحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا الا الله قلت في نفسي فاين هؤلاء الذين قد اخذوا البلاد؟ قال ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد احدا يقبله منه وليلقين الله احدكم يوم القيامة وليس بينهما ترجمان يترجم له اي ترجمان من جنسه والا فهناك ملك يتكلم بما اراد الله ". فكأنه قال ليس بين احدكم وبين ملك الله ترجمان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ترجمانا بين الملك والعباد أو ليس بين كلامه تعالى وبين احدكم ترجمان بل يخلق الله تعالى كلاما يسمعه بلا متكلم به فانه قادر على خلق الارض مستقلا بنفسه فليقولن " ألم أبعث اليك رسولا فيبلغك " فيقول بلى يا رب فيقول الم اعطك مالا وافضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى الا جهنم وينظر عن شماله فلا يرى الا جهنم.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7