{ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } جهد اليمين بلوغ غاية شدتها وتوكيدها كقولك جهد نفسه اي بلغ اقصى وسعها. وعن ابن عباس ومن قال بالله فقد جهد يمينه وجهد مفعول مطلق بـ أقسم اي اقسموا غاية يمينهم هذا هو التحقيق والضمير ان المنافقين لئن امرتهم بالجهاد * { لَيَخْرُجُنَّ } اليه. وقيل لئن امرتهم بالخروج عن ديارهم واموالهم ليخرجن وكانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم اينما كنت نكن معك لئن خرجت خرجنا وان قمت قمنا وان امرتنا الجهاد جاهدنا ولما نزل بيان كراهتهم لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لو امرتنا ان نخرج من ديارنا واموالنا ونسائنا لخرجنا فكيف لا نرضى بحكمك؟!. { وَلَيَخْرُجُنَّ } جواب اقسموا واللام هي اللام المؤكدة لجواب القسم واما لام لئن فهي اللام الموطئة له وجواب ان محذوف اي يخرج. وقيل اقسموا ولم يستثنوا وفيهم الضعيف والمريض ومن يوضع عنه الخروج ممن له العذر * { قُلْ لاَّ تُقْسِمُوا } على الكذب * { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } اي طاعتكم طاعة قد عرفت منكم وهي الطاعة باللسان لا يطابقها الاعتقاد ولا الافعال منكم أو المطلوب منكم طاعة معروفة انها طاعة متحققة لا اليمين للطاعة النافية وطاعة خبر لمحذوف أو طاعة معروفة اي بينة خالصة على قدر الاستطاعة حرر هذه اليمين الكاذبة فهي مبتدأ محذوف الخبر. وقيل فاعل لكون محذوف اي لتكن طاعة معروفة بناء على جواز حذف لام الامر والفعل المجزوم بها وهو لولى من حذفها وحدها وبقاء المضارع. وقرأ اليزيدي طاعة معروفة بالنصب اي اطيعوا طاعة * { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من طاعتكم باللسان دون القلب والفعل وسائر سرائركم فيحاربكم.