الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ } جمع خطوة وهي ما بين القدمين في المشي وذلك كناية عن طرقه المهلكة ومنها القذف ومحبة الشياع. وقرأ غير نافع والبزي وابي بكر وحمزة وابي عمرو بضم الطاء وقرئ بفتحها * { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ } جواب الشرط محذوف اي يهلك وناب عنه قوله * { فَإِنَّهُ } اي الشيطان * { يَأَمُرُ بِالفَحْشَآءِ وَالمُنكَرِ } وهذه الفاء تعليل للجواب المحذوف أو تعليل للنهي ولك ان ترجع الهاء لمن فتكون الجملة هي الجواب والفحشاء ما فرط قبحه والمنكر ما انكره الشرع انكره العقل والعادة ام لم ينكراه واصله ما تنكره النفس وتنفر عنه * { وَلَولاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } بالستر لعيوبكم وذنوبكم كالقذف وبالتوبة والحدود الماحية لها إذا ظهر منها ما يجب الحد عليه * { مَا زَكَى } ما طهر من الدنس * { مِنكُم } حال لأحد قول في قوله * { مِّن أَحَدٍ } فاعل وقدم حاله عليه ولو كان مجرورا لان الجار صلة. وقرئ ما زكى بالتشديد اي الله فاحد مفعول { أَبَداً } والخطاب على العموم وقيل للعصبة وغيرهم مثلهم * { وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ } يطهره بان يوفقه إلى التوبة ويقبلها عنه * { وَاللَّهِ سَمِيعٌ } لاقوالكم { عَلِيمٌ } بنياتكم ولا راضي على العاقل عن الاشتغال بغيره ولا موجب للاهتمام بنفسه مثل هجوم ميتة وحلول رمسه. قال ابو عمر وابن عبدالبر من زهاد الاندلس وعلمائه عن اسماعيل بن كثير قال سمعت مجاهدا يقول ان الملائكة مع ابن آدم فاذا ذكر اخاه المسلم بخير قالت الملائكة ولك مثله وإذا ذكره بشر قالت الملائكة ابن آدم للمستور عورته اربع على نفسك أي قف عليها واحد الله الذي ستر عورتك. وفي سنن ابي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم " من حمى مؤمنا من منافق بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلما بشيء يريد به شينه حبسه الله عز وجل على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " وعنه صلى الله عليه وسلم " ما من امرئ مسلم يخذل أَخاه في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إِلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته " قال عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - من سمع بفاحشة فافشاها فهو كالذي اتاها. قال مالك بن دينار كفى بالمرئ شرا ان لا يكون صالحا ويقع في الصالحين.