الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ }

{ إِن هِيَ } اي ما هي والضمير للحياة المدلول عليها بالخبر اي ما الحياة { إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا } القريبة الزوال نعت لحياتنا والمراد نفي الجنس اي لا حياة الا هذه الحياة لان ان النافية دخلت على هي التي هي في معنى الحياة الدالة على الجنس وفي التعبر بهي ابهام يعقبه تفصيل وهو مستحسن أو اشعار بان تعينها مغن عن التصريح وفيه مندوحة عن التكرير. { نَمُوتُ } يموت بعضنا { وَنَحْيَا } يحيا بعضنا بالولادة أو نوجد كلنا بلا حياة وذلك في البطن ونحيا بعد. وقيل يموت قوم ويحيا قوم. وقيل عطفت الواو السابق على اللاحق اي نحيا ونموت بعد الحياة ونظير ذلك الكلام قولك هي النفس تحمل ما حملت وقول الشاعر
هي النفس ما حملتها تتحمل وللدهر ايام تجور وتعدل   
وقولك هي العرب تقول ما شاءت ذكر ذلك الا البيت. جار الله قال ابن هشام قال ابن مالك وهذا من جيد كلامه ولكن في تمثيله بـ هي النفس وهي العرب ضعف لامكان جعل النفس والعرب بدلين وتحمل. وتقول خبرين ويجاب بان التمثيل لمجرد البيان لا للموافقة في الاعراب من كل وجه فقد يجوز في الامثلة لا في الآية كون هي ضمير القصة وان قلت علام يصح جعل النفس والعرب بدل هي؟ فتقول النفس النفس والعرب العرب قلت على طريقة قول ابي النجم
* انا ابو النجم وشعري شعري *   
فعد صح وضع الظاهر في موضع الضمير كما في الآية { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } بعد الموت.