الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ }

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } قال ابن عباس اللغو الشرك. وقيل المعاصي. وقيل كل باطل ولهو ما لا يهمه من القول والفعل. وقيل معارضة الكفار بالشتم والسب. وقيل الكذب والصحيح القول الثالث. والمراد ان بهم من الجد ما منعهم عن اللغو وهذه العبارة ابلغ من قولك والذين لا يلهون من حيث ان الجملة اسمية ومن حيث بناء الحكم على الضمير وهو هم اذ لو قال والذين عن اللغو يعرضون لكفى ومن حيث ان الخبر اسم لا فعل ومن حيث تقديم الجار والمجرور اهتماما لمجرور على جهة نفيه ومن حيث اقامة الاعراض مقام الترك فكأنه قيل ما كادوا يلغون ليدل على بعدهم عن اللغو رأسا مباشرة وسببا وميلا وحضورا فان الاعراض على الشيء الكون في اعراض أي جانب غير عرضه وفي وصفهم بالخشوع والاعراض عن اللغو جمع لهم بين الفعل والترك الشاقين. وكذا وصفهم بالاوصاف الآتية فيدل على انهم بلغوا الغاية في القيام بالطاعات البدنية والمالية وتجنب المحرمات وما توجب المروءة اجتنابه.