الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ }

{ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ } المذكور من الاحوال * { لَمَيِّتُونَ } صائرون إلى الموت لا محالة. قال القاضي ولذا ذكر ذلك بصيغة الصفة المشبهة الدالة على الثبوت ولم يذكره بصيغة اسم الفاعل وهي مائت انتهي بايضاح. وفيه ان الصفة المشبهة لا تدل على الاستقبال وقوله صائرون مناف لقوله تدل على الثبوت ودلالة اسم الفاعل على الاستقبال أولى ولعله اراد ان ميتا صفة مشبهة للثبوت دلت على ثبوت الموت لهم من غير اعتبار حصوله في زمان وقوله لا محالة تأكيد للثبوت ولكن هذه نافية ما يقال ان الصفة المشبهة للحال اي معناها موجود في الحال من غير اعتبار انه حدث في الحال أو من قبل. ويحتمل ان يريد ان ميتا صفة مشبهة دلت على ثبوت الموت لهم في الحال ولو كانوا احياء لانه لا بد من موتهم وخلاصة الكلام ان الصفة المشبهة موضوعة للثبوت في الحال من غير دلالة على الحدوث وقد تستعمل في الماضي والمستقبل واسم الفاعل موضوع للماضي وكذا اسم المفعول وقد يستعملان في غيره. وقيل موضوعان للذات المتصفة بالفعل والزمان لم يدخل في وضعهما والمذكور في فن التصريف انه إذا اريد الدلالة على الحدوث بالصفة المشبهة الواقع نقلت إلى وزن فاعل تقول في كريم كارم إذا اردت ان تدل على انه قد وقع منه كرم في الماضي أو قد حدث له في الحال أو سيقع منه وقد قرأ ابن ابي عبلة وابن محيصن لميتون للدلالة على الحدوث في المستقبل.