الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ }

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنَسان } الجنس عند ابن عباس { مِن سُلاَلَةٍ } خلاصه لانها سلت من بين الكدر وفعالة من بناء القلة كالقلامة والقمامة * { مِّن طِينٍ } نعت سلالة ومن للتبعيض او لبيان أو متعلق بسلالة لانه بمعنى مسلولة فتكون للابتداء كالاولى ومعنى خلق الناس من الطين انهم خلقوا من سلالات من طين كانت في آدم ثم جعلت في الارحام نطفا كما قال { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ } اي الانسان { نُطْفَةً } وسماه انسانا مع انه سلالة من طين تحولت دما ولحما ثم نطفة لانه يكون انسانا بعد والسلالة والنطفة اصله منهما خلق و الهاء للسلالة وذكرها لانها جوهر وبمعنى مسلول أو بمعنى ماء فقد فسر الحسن السلالة بماء بين ظهراني الطين * { فِي قَرَارٍ } مكان استقرار * { مَّكِينٍ } حصين وهو الرحم ومكين في الاصل من اوصاف المستقر في المكان وصف به المكان مبالغة كما عبر عنه بالقرار مبالغة أو هو من أوصاف المكان نفسه فانها مكنت بحيث هي واحرزت أو الانسان آدم وهو قول قتادة قالها في { جَعَلْنَاه } اما عائدة اليه على حذف مضاف اي جعلنا ذريته واما عائدة إلى الانسان المذكور لكن بمعناه الذي هو آدم بل بمعناه الذي هو الذرية على طريق الاستخدام ثم رايت السيوطي نص عليه واقتصر عليه. وقيل المراد بالطين آدم لانه قد كان طينا والسلالة نطفته والانسان والها الذرية.