الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ }

{ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا } قال لهم بلسان ملك ابعدوا في النار اذلاء واسكتوا فيها سكوت هوان فانها ليست مقام سؤال من خسأ الكلب إذا ذهب وسكت بزجر ويتعدى ايضا يقال خسأته * { وَلاَ تُكَلِّمُونَ } فتنطبق عليهم جهنم ويقع الاياس عافانا الله من عذابه بفضله فذلك آخر كلام يتكلمون به فما بعده الا زفير وشهيق وعوي كعوي الكلاب لا يفهمون ولا يفقهون وكأن بعضا ينبح في وجه بعض. وعن عبدالله بن عمر وابي الدرداء ان أهل جهنم يدعون مالكا خازن النار فيقول بعد تمام اربعين عاما انكم ماكثون وينادون ربهم ربنا اخرجنا منها الخ فيقول بعد عمر الدنيا مرتين اخسأوا فيها الخ. وروي إنهم يدعون الخزنة عشرين عاما فلا تجيبهم ثم تقولالم تأتكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال } ثم يدعون مالكا أربعين عاما ثم يجيبهم انكم ماكثون ثم يدعون ربهم فيذرهم قدر الدنيا مرتين ثم يجيبهم اخسأوا فيها ولا تكلمون اي لا تكلمون في رفع العذاب أو لا تكلمون رأسا. وروي انهم يقولون ألف سنة { ربنا ابصرنا وسمعنا } فيجابون { حق القول مني } فيقولون الفا { ربنا أَمتنا اثنتين } فيجابون { ذلكم بانه إذا دعي الله وحده كفرتم } فيقولون الفا { يا مالك ليقض علينا ربك } فيجابون { انكم ماكثون } فيقولون الفا { ربنا أَخرنا إلى أجل قريب } فيجابون { أَو لم تكونوا أَقسمتم } فيقولون الفا { أَخرجنا نعمل صالحا } فيجابون { أو لم نعمركم }؟ فيقولون الفا { رب ارجعون } فيجابون { اخسأوا فيها ولا تكلمون } فتلك ست دعوات ذكرها إبن عباس.