الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا } اي صلوا ولكنه عبر بهما لانهما اعظم اركانها وانت خبير ان للمذكور شأنا عظيما ليس لغيره من الطاعة تدل عليه السورة فلذا دعا المؤمنين اولا إلى الصلاة التي هي ذكر خالص واشرف الذكر القرآن والحق انه في الصلاة أولى منه في غيرها بالانفراد وفي الجماعة أولى منه في الصلاة. وقيل كان الناس أول ما اسلموا يصلون بركوع دون سجود وبه دون ركوع فامرهم عز وجل بالجمع بينهما. وقيل المعنى اخضعوا لله وخروا له سجدا { وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ } وحدوه. وقيل اخلصوا له العبادة من صلاة وغيرها. وقيل اعبدوه بما تعبدتم به * { وَافْعَلُوا الخَيْرَ } حث على سائر الخيرات عموما من فرض ونفل. وقيل المراد نوافل الطاعة. وعن ابن عباس صلة الارحام ومكارم الاخلاق { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } تفوزون ارجوا الفلاح غير واثقين باعمالكم أو لتفلحوا. وعنه صلى الله عليه وسلم " ايما مسلم كسا مسلما ثوبا كساه الله من الجنة وايما مسلم اطعم مسلما اطعمه الله من ثمر الجنة وايما مسلم سقى مسلما عن ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم وايما مسلم كسا مسلما كان في حفظ الله ما بقيت عليه رقعة وبرءت ذمة الله من أهل محلة ظل فيهم جائع " والحق انه لا سجدة هنا وهو مذهبنا معشر الاباضية ومذهب الحنفية والحسن وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وسفيان الثوري ومالك لاقتران السجود بالركوع فدل على انه سجود صلاة لا سجود تلاوة. وعن عمر وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وابي الدرداء وابي موسى وابن المبارك الشافعي واحمد واسحاق انه يسجد هنا لما رواه عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال " نعم ان في الحج سجدتين إن لم يسجدهما " اي ان لم ترد سجودهما فلا تقراهما بعد ما قال له يا رسول الله أفي الحج سجدتان؟ وعن مالك في موطئه عن ابن عمر فضلت سورة الحج بسجدتين. وروى الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم فضلت سورة الحج بسجدتين وضعفه. واخرج ابو داود عن عمرو بن العاص عنه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك وانه السجدات خمس عشرة. " عن ابي هريرة سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقرأ والانشقاق. وعن ابي الدرداء عنه صلى الله عليه وسلم " احدى عشرة " رواه ابو داود وضعف اسناده. واسقط الشافعي سجدة صاد والصحيح اثباتها وهو رواية عن احمد وانه لا سجدة في المفصل وهو قول ابيّ وابن عباس ومالك. وسجود التلاوة سنة للقارئ والمستمع عند الشافعي وواجب عند ابي حنيفة والقولان في مذهبنا { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ } في سبيل الله لاقامة دينه أو جاهدوا الله اعداءه الظاهرة كالمشركين ودخل في ذلك جهاد الباغين وأهل الزيغ واعداءه الباطنة كالهوى والنفس و في ظرفية أو تعليلية أو بمعنى لام التمليك أي اخلصوا جهادكم له.

السابقالتالي
2 3 4