الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ }

{ وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ } شك * { مِّنْهُ } من القرآن أو رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مما ألقى الشيطان يقولون ما له اثبته ثم نفاه * { حَتَّى تَأتِيَهُمُ السَّاعَةُ } ساعة الموت أو القيامة أو اشراطها فمن قامت عليه أو جاءته اشراطها تيقن ومن مات تيقن أو لا يتيقن ولو مات الا تراه لا يهتدي إلى جواب منكر ونكير * { بَغْتَةً } فجأة * { أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } يوم حرب يقتلون فيه كيوم بدر وسمي يوم الحرب يوما عقيما لان اولاد النساء يقتلون فيه فيصرن كالعقم كانهن لم يلدن أو لان المقاتلين ابناء الحرب فاذا قتلوا صارت الحرب عقيما فوصف اليوم بوصفها اتساعا أو لانه لا خير لهم فيه. ومنه الريح العقيم إذا لم ينشر مطرا ولم يلقح شجرا أو لانه لا مثل له لقتال الملائكة فيه أو يوم القيامة على ان المراد بالساعة غيره أو المراد بها هو فوضع الظاهر موضع الضمير للتهويل. فصل قيل الذي حدث به نفسه صلى الله عليه وسلم زوال المسكنة وعليه فنسخ ما يلقيه الشيطان هو ابطال تمنيها من قبله بعد القاء الشيطان اياها وعليه فاحكام الله وآياته مرتب بتراخ هو علو شأن لا تراخي حكم والمراد مطلق احكام الآيات ووجهه ان احكامها اعظم من خصوص الكلام في نسخ تمنى المسكنة. وقيل تمنى بمعنى قرأ وامنيته قراءته كقول حسان في عثمان
تمنى كتاب الله أول ليلة تمني داود الزبور على رسل   
ألقى الشيطان في قراءته من أول { النجم } إلى { ومناة الثالثة الأخرى } تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى بان سكت النبي على قوله { الأخرى } وتكلم الشيطان بذلك رافعا صوته بحيث يظن السامعون انه من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم والاشارة للاصنام واستمرار النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقفه حتى ختم السورة فسجد معه الانس والجن والمؤمنون والمشركون وقيل من كان في المسجد رضي الله المشركون عنه لظنهم ان ذلك الكلام منه ويرد هذا القول بانه يخل بالوثوق بالقرآن ولا يقال قوله { فينسخ الله } الخ دليل على ان ذلك ليس من النبي لانه ايضا يحتمل ان يكون من ذلك في ستمران يقال كلما نزل نسخ فلعله غلط في التبليغ فيخصص ما لم يوجد من نسخ فليس ثم غلط ومتى وجد غلط فثم نسخ صحيح معقول لا غلط في تبليغه. وذكروا عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرض عنه قومه وشاقوه وخالفه عشيرته تمنى لشدة ضجره من اعراضهم وحرصه على اسلامهم ان لا ينزل عليه ما ينفرهم لعله يستميلهم ويستنزلهم من غيهم فاستمر به تمنيهم حتى كان يوما بالمسجد في نادي قريش فنزلت عليه سورة النجم فاخذ يقرأها حتى بلغ { ومناة الثالثة الأخرى } فوسوس الشيطان فالقى الشيطان ان يقول تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهم لترتجى.

السابقالتالي
2 3