الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }

{ يَأَيُّهَا النَّاسَ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ } في شك { مِّنَ الْبَعْثِ } من امكان البعث واتيانه. ومن للابتداء متعلقة بمحذوف نعت لريب أو بمعنى { فِي } متعلقة بريب. وقرئ بفتح العين كالجلب والطرد باسكان اللام والراء وفتحهما. { فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن تُرَابٍ } أي ان ارتبتم في البعث فمزيل ارتيابكم ان تنظروا في بدء خلقكم وقد مر الكلام على خلقنا من تراب { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } ان اريد خلق الناس من الاغذية التي هي من تراب فلا تقدير وان أريد خلقنا اباكم من تراب فالتقدير { ثم خلقنا ذريته من نطفة } كذا قيل واصل النطفه الماء القليل والنطف الصب وقيل النطفه الماء القليل أو الكثير { ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ } قطعة الدم الجامدة وذلك ان النطفة تصير دما غليظا وادعى بعضهم جواز ان يراد بالعلقة الدم المصاحب للنطفة وفيه انه ليس كل نطفة مقرونة بدم بل هذا قليل الا ان اراد المجموع الحكمي وفيه ايضا ان ثم تنافي الاقتران الا ان جعلها للترتيب في الاخبار { ثُمَّ مِن مُضْغةٍ } اللحمة الصغيرة قدر ما يمضغ { مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُّخَلَّقَةٍ }. قال ابن عباس رضي الله عنهما تامة الخلق وغير تامة يقال خلق زيد العود إذا سواه وملسه وصخرة خلقا أي ملساء يخلق الله بعض الناس املس من العيوب كامل الخلقة وبعضا على غير ذلك فيتقارب الناس في خلقهم وصورهم وطولهم وقصرهم وتمامهم ونقصانهم وهو قول مجاهد قال بعضهم التشديد للمبالغة. وقيل المعنى مصورة وغير مصورة وهي السقط. وفي رواية عن مجاهد كلاهما السقط يسقط مصورا وغير مصور والكل يسمى خلقا. وعنه صلى الله عليه وسلم " إن خلق أَحدكم يجمع في بطن أُمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا يكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد ثم ينفخ فيه الروح فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " و حتى في الموضعين للابتداء غير منصوب ما بعدها ولذا دخلت على ما النافية. وروي ان النطفة إذا استقرت في الرحم اخذها ملك موكل بالرحم فيقول اي ربي مخلقة أو غير مخلقة فان قال غير مخلقة قذفها الرحم دما وان قال مخلقة قال أي ربي ذكر أم انثى؟ شقي أم سعيد؟ ما الاجل؟ وما العمل؟ وما الاثر وما الرزق وبأي أرض يموت؟ فيقال له اذهب إلى ام الكتاب تجد فيه ذلك فينسخه فلا يزال معه حتى يأتي على آخر صفته.

السابقالتالي
2 3