الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ }

والمريد من المرد بمعنى التجرد من الخير شجن مرداه عارية من الورق والمراد بالاتباع الاتباع في الشر مطلقا أو في الجدال { كُتِبَ عَلْيهِ } قضي على ذلك الشيطان قاله قتادة واجيز رجوع الضمير للمجادل ويصح ان يقال الكتابة بمعنى الكتابة بالقلم استعارة كأنه كتب في جسمه وذلك لظهور الاضلال في حاله { إِنَّهُ } أي الشان أو المجادل أو الشيطان { مَن تَوَلاَّهُ } اتبعه { فَأَنَّهُ يَضِلُّهُ } الشيطان أو المجادل أي يتسبب في ضلالته. وقال الكلبي يضله الله ومن شرطية وانه يضله في تاويل مصدر خبر لمحذوف أي فشأنه الاضلال والمجموع جوابها أو موصولة وهو خبرها والجملة خبر لان الاولى ويقدر الكون نائبا لكتب وقرئ بكسر همزة إن الاولى فيكون مجموع الكلام اسما بتأويل اللفظ أي كتب عليه هذا اللفظ الذي هو انه من تولاه إلى السعير كقولك كتبتإنَّا فتحنا لك فتحا مبينا } أي هذا الكلام وكتبتان الله هو الغني الحميد } وقيل أو بتقدير القول أي كتب عليه القول انه من تولاه. وقدر بعض قيل فيكون النائب لفظ عليه أو الكسر لتضمين { كُتِبَ } معنى قيل. وزعم بعض ان { فَإِنهُ يُضِلُّهُ } معطوف على انه الاولى وفيه نظر لانه يستلزم العطف قبل التمام وبقاء { مَن } بلا جواب أو بلا خبر الا ان قدر احدهما ويستلزم عطف ان ومعموليها على ان واسمها. وقرئ بكسر الثانية وقرأ أبو عمرو بكسرهما. { وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } النار قال جار الله وما أرى رؤساء أهل الاهواء والبدع والحشوية الا داخلين تحت كل هذا دخولا أوليا بل هم أشد الشياطين اضلالا واقطعهم عن طريق الحق حيث دونوا الضلال تدوينا ولقنوا اشياعهم تلقينا وكأنهم ساطوه بلجومهم ودمائهم. اللهم ثبتنا على المعتقد الصحيح الذي رضيته لملائكتك في سمواتك ولانبيائك فى ارضك وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.