الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } لن يرفع إليه ذلك ولن يصيب ذلك رضاه ولن يقع منه موقع قبول { وَلَكِن ينَالُهُ التَّقْوَى مِنكُم } لكن يرفع إليه العمل الصالح ويقبله مع الورع والايمان ولذلك نسئل الرفعة عنده. وكانت الجاهلية إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها وصبوها حولها يزعمون ان ذلك قربة إلى الله - تعالى - ولما حج المسلمون هموا بذلك فنزلت الآية. وقرئ تناله بالمثناة فوق { كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } تكرير لتذكير النعمة وليعلل بقوله { لِتُكَّبِرُوا اللَّهَ } لتعرفوا عظمته باقتداره على ما لا يقدر غيره عليه فتوحدوه بالتكبير. وقيل هو التكبير والتهليل عند الاحلال أو الذبح. قيل نقول الله أكبر على ما هدانا والحمدلله على ما أولانا. قال الشيخ هود والسنة ان يقال عند الذبح أو النحر باسم الله وبالله والله أكبر. والحسن يقول بسم والله أكبر اللهم منك ولك { عَلَى مَا هَدَاكُمْ } على للاستعلاء المجازي وما مصدرية يتعلق بالجار بـسخرها أو بمحذوف حال اي على هدايته اياكم والهداية الارشاد لمعالم الدين ومناسك الحج وكيفية التقرب بها وطريق تسخيرها. وقيل عدى تكبروا بعلى لتضمنه معنى الشكر. وقال ابن هشام على للتعليل ويضعف جعل ما اسما موصولا اي على ما هداكم إليه للزوم حذف العائد المجرور بحرف لم يجر به الموصول الا ان يضمن هداكم معنى اعطاكم فيقدر العائد منصوبا { وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ } المؤمنين المخلصين فيما آتوا وما تركوا بالجنة. وزعم بعض قومنا ان المراد بهم الخلفاء الاربعة.