الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ }

{ يَدْعُواْ } تأكيد لفظي ليدعو الاول والوقوف عليه والفصل بين التوكيد والمؤكد وارد على انه قد يقال لا فصل بل يدعو مع محذوف توكيد لجميع قبله أي يدعو ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد فحذف ما عدا يدعو. { لَمَن ضَرُّهُ } اضاف الضر إليه لانه يكون بعبادتهم اياه وهو القتل في الدنيا وعذاب الآخرة اللام لام الابتداء ومن مبتدأ واقعة على الضم كأنه عاقل لنسبه الضر إليه وعبر عنه بما قيل هذا لينفي الضر والنفع عنه وضره مبتدأ ومضاف إليه { أَقْرَبُ } خبر ضر والجملة صلة من { مِن نَّفْعِهِ } أي من نفعه الذي يتوقع بعبادته وهو الشفاعة والتوسل به إلى الله * { لَبِئْسَ } اللام في جواب قسم محذوف أو لام الابتداء لجوازها في الفعل الجامد { المَوْلَى } الناصر هو والقسم وجوابه أو لام الابتداء وما بعده خبر من { وَلَبِئْسَ العَشِيرُ } الصاحب هو قال ابن هشام قيل مفعول يدعو هو من زيدت فيه اللام ورد بان زيادة هذه اللام في غاية الشذوذ فلا يليق تخريج التنزيل عليه وقيل هي لام الابتداء وهو الصحيح وقيل مقدمة من تأخير والأصل يدعو من لضره أقرب من نفعه. فمن مفعول يدعو ولضره اقرب من نفعه صلة من وهذا بعيد لان لام الابتداء لم يعهد لها التقديم عن موضعها. وقيل انها في موضعها وهو الصحيح فقيل لا مفعول ليدعو وانه توكيد ليدعو والوقف عليه وفي هذا القول دعوى خلاف الاصل مرتين لان الاصل عدم التوكيد والاصل ان لا يفصل المؤكد من توكيد لا سيما التوكيد اللفظي. وقيل ذلك مفعول ليدعو عليه على ان ذلك موصول وهو الضلال البعيد صلته أي يدعو الذي هو الضلال البعيد وهذا الاعراب لا يستقيم عند البصريين لان ذا لا تكون موصولة عندهم الا إذا وقعت بعد ما ومن الاستفهاميتين. وقيل مفعوله محذوف أي يدعوه والجملة حال أي ذلك هو الضلال البعيد مدعو. وقيل مفعوله الجملة بعده. وقيل يدعو بمعنى يقول فيقع على الجملة. وقيل هو مضمن معنى فعل القلب فقيل معناه يظن لان أصل معنى يدعو يسمي مكانه قيل يسمي من ضره أقرب من نفعه الها ولا يصدر ذلك عن يقين فكأنه قيل يظن فالمفعول الثاني محذوف كما قررنا. وقيل معناه يزعم والزعم قول مع اعتقاد ولبئس المولى على القولين مستأنف. وقيل من ضره أقرب من نفعه هو الرؤساء المقتدى بهم في الكفر والمعاصي وقرأ ابن مسعود من ضره أقرب من نفعه باسقاط اللام.