الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } * { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }

{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } حتى حرف ابتداء لإجازته على الصحيح وهى راجعة إلى حرام، أو إلىلا يرجعون } إو إلى محذوف دل عليه ذلك. وفيها غاية، وهو مرادى بقولى راجعة إلى حرام الخ، أى هى غاية لقوله حرام، أى يدوم الإهلاك، أو عدم الرجوع إلى ذلك الوقت. فإذا كان ذلك الوقت، وقامت القيامة رجعوا. وقرئ يأجوج ومأجوج بالهمز. وقرأ ابن عامر ويعقوب بالتشديد للتاء. ويأجوج ومأجوج قبيلتان، والاسمان أعجميان، ويقدر مضاف، أى فتح سد يأجوج ومأجوج، وهما تسعة أجزاء يأجوج، ومأجوج، وسائر الناس جزء. وروى أن يأجوج ومأجوج كل يوم يشرفون على فتح السد. روى حتى إنه لَيُرَى ضوء الشمس، فيقولون غداً نفتح، أو يقوله رئيسهم ولا يقولون إن شاء الله. وإذا كان الغد وجدوه مردوداً كما كان. وإذا أمر الله بفتحه ألقى على لسان أحدهم أو كبيرهم غداً نفتحه - إن شاء الله - فيجدونه غير مردود فيفتحونه. قال الإمام القرطبى كلما حفروه وجدوه من الغد أقوى مما كان. وإذا خرجوا تحصن الناس منهم فى حصونهم، ويرمون بسهامهم إلى السماء، فيرجع عليهم الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض، وغلبنا أهل السماء، فيبعث الله نَغَفَا فى رقابهم فيقتلهم. وروى فى أقفائهم. والنَّغَف دواب. قال صلى الله عليه وسلم " والذى نفسى بيده إن دواب الأرض تَشْكَر شَكْرًا من لحومهم " ، أى تَسْمَن. قال كعب إنهم ينقرون السد بمناقرهم. والظاهر أن المراد مناقر حديد يخدمون بها لا مناقر فى أفواههم. قال وإذا خرجوا أتى أولهم الحيرة أوسطهم فيلحسون الطين ويأتى آخرهم فيقولون قد كان هنا ماء. وإذا قتلهم النَّغَف نتنت الأرض من لحومهم، ثم يبعث الله عليهم طيرا تلقيهم فى البحر، فيرسل الله السماء أربعين يوما فتنبت الأرض، حتى إن الرمانة تُشْبِع السكن. قيل وما السكن؟ قال أهل البيت. وعن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " يفتح يأْجوج ومأْجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى ". { وَهُمْ } أى يأْجوج ومأْجوج. { مِنْ كُلِّ حَدَبٍ } ما ارتفع من الأرض. وقرأ ابن عباس جدث أى قبر وبنو تميم يسمون القبر جَدَثًا. { يَنْسِلُونَ } يسرعون. وقرئ بهمس السين. وقيل الضميران للناس، يخرجون من قبورهم. ونص قراءة ابن عباس جدث وهى أيضًا قراءة ابن مسعود والصحيح الأول، للحديث المذكور. وتمامة إنهم يعمّون الأرض ويتحصن المسلمون فى مدنهم مع مواشيهم، حتى إنهم ليرون بالنهر، فلا يذرون فيه قطرة الخ ما مر فيهزون حِرابهم لنحو السماء فترجع بدم، ويرمون بالسهام فترجع به. فيقولون قد قتلنا أهل الأرض. زاد فيه فيموتون موت الجراد بعض على بعض بدواب، كنَغَف الجراد، فيصبح المسلمون لا يسمعون حسا، فيقولون مَن يشرى نفسه وينظر ما فعلوا فيخرج واحد وقد وطن نفسه على الموت فيجدهم موتى، فينادى أبشروا فقد هلك عدوكم، فيخرجون ويخلون سبيل مواشيهم.

السابقالتالي
2 3 4