الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }

{ وَالَّتِى أَحْصَنَتْ } حفظت { فَرْجَهَا } عن الحرام والحلال، وهى مريم. والعطف على المنصوب، أو التي مفعول به لمحذوف، أى واذكر. وذلك مدح وتمهيد لولادة عيسى - عليه السلام - من غير أب. وزعم بعض أن الفرج هنا هو فرج ثوبها، وأنه مذهب الجمهور. { فَنَفَخْنَا فِيهَا } متعلق بنفخنا، فإن النفخ واقع فيها، فصار منه عيسى، أو بمحذوف حال من محذوف، أى نفخنا فى عيسى، وهو فيها. وهذا بناء على أن عيسى كان شيئًا فيها قبل النفخ، مثل النطفة المجتمعة منها. ويجوز تعليق فيها بنفخنا على تقدير فى عيسى. ونحو ذلك أن يقول الزمار نفخت فى بيت فلان، أى نفخت فى المزمار فى بيته. { مِنْ رُوحِنَا } أى من الروح الذى هو ملك ومخلوق لنا، أى ألقينا فيها الروح بلا واسطة، أو المعنى أمرنا جبريل بالنفخ فيها، أن ينفخ من الروح الذى هو ملكنا ومخلوقنا، فأسند النفخ إلى نفسه لأنه الآمر به، والقاضى به، أو المراد بالروح جبريل، أى نفخنا فيها، من جهة جبريل، أى بواسطته. والإضافة على كل للتشريف. { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ } الإنس والجن والملائكة، إذ ولدته من غير فحل، ولم يقل آيتين لأن الآية واحدة، وهى قصتهما التى هى ولادته من غير فحل، فيقدر مضاف، أى جعلنا قصتها وقصة ابنها. وإن قلت فقد قدرت قصتين، فهل قيل آيتين؟ قلت هما قصة واحدة. وإنما قدرت القصة الثانية لئلا يقع العطف على المتصل المجرور بلا إعادة الجار. وهذا كما تقول بينى وبين بكر.