الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ }

{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَةُ } أى عدَّلنا له بولد، يسمى يحيى، وأصلحنا رحم امرأته للولادة بعد، أى جعلناها وَلُودًا، بعد أن كانت عقيما. وقيل إصلاحها تحسين خُلقها، وقد كانت سيئة الخلق، طويلة اللسان ولا بُعد فى إرادة الكل. { إنّهُمْ } أى من ذُكر من الأنبياء. { كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الخَيْرَاتِ } فى الطاعات يدخلون فيها بمسابقة ومسارعة أو { فى } بمعنى { إلى } وذلك إشارة إلى أنهم استحقوا إجابة دعائهم، لمبادرتهم إلى أبواب الخير. وقيل الضمير لزكريا - عليه السلام - وزوجه ويحيى. { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا } فى رحمتنا، أو طاعتنا. { وَرَهَبًا } من عذابنا، أو معصيتنا. وقرئ بإسكان الغين والهاء، وهما مفعولان مطلقان ليدعوننا، مضمنًا معنى الرغبةِ فى رحمتنا والرهبةِ من عذابنا، أو حالان مبالغة أو تقديرهما بالوصف، أو بتقدير مضاف. { وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } متواضعين فى عبادتهم، وسائر أحوالهم. قيل الخشوع الخوف اللازم للقلب، حتى إن صاحبه يحذر، ولا يدخل فى الأمور، خوفَ الوقوع فى الإثم. وعن الجُنيد الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب. قيل من خشع قلبه لم يَقْرَبه الشيطان. وعن بعض إن الخشوع أن يفعل الخير إذا أرخى ستره وأغلق بابه، لا أن يأكل خشنا، ويلبس خشنا، ويطأطئ رأسه.