الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ }

{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ } نداءه. { فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ } أزلناه، قال أسامة بن زيد " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله تعالى ملَكا موكلا بمن يقول يا أرحم الراحمين، فمن قالها ثلاثا قال له الملَك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فاسأل. ومر صلى الله عليه وسلم برجل يقول يا أرحم الراحمين. فقال له صلى الله عليه وسلم سل فقد نظر الله إليك، أى رحمك ". { وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ } أولاده الذكور، وهم سبعة. وقيل ثلاثة، وأولاده الإناث، وهم سبعة، أو ثلاثة. القولان أحياهم بعد موتهم. { وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ } من زوجته. رد شبابها، وزيد فيه. وذلك قول ابن مسعود وابن عباس والجمهور. وفى رواية عن ابن عباس رد الله عز وجل على المرأة شبابها، فولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا. فإما أن يكونوا قبل ذلك ذكورا، كلهم، على نصف هذا العدد، أو يكونوا ذكورا وإناثًا، أو أقل من النصف. فالمثلية فى الوجهين الأخيرين فى العدد والجُمّل ونحوهما. وعن عكرمة قال الله له إن أولادك فى الآخرة، فإن شئت رددناهم إلى الدنيا، وإن شئت كانوا لك فى الآخرة، وآتيناك مثلهم فى الدنيا. فقال يكونون لى فى الآخرة، ويكون لى مثلهم فى الدنيا. { رَحْمَةً } مفعول لأجله. { مِنْ عِنْدِنَا } نعت رحمة. قال الثعلبى فى عرائس القرآن كان أيوب رجلا من الروم طويلا، عظيم الرأس، حسن الشعر، حسن العينين، قصير العنق، غليظ الساقين والعضدين، مكتوبًا على جهته المبتلَى الصابر. وهو أيوب بن أبرص بن زارح بن عونان بن روم بن عيص بن إسحاق ابن إبراهيم. وكانت أمه من ولد لوط بن هارون وكان الله قد اصطفاه ونبَّاه وكان له الثلث من أرض الشام كلها سهلِها وجبلِها وكلُّ ما فيها. وكان له من أصناف المال كله من الإبل والبقر والغنم والحمير وغير ذلك ما لا يكون لغيره. وكان له خمسمائة فدان، يتبعها خمسمائة عبد، لكل عبد مال وامرأته وولد. ويحمل آلات كل فدات أتان، ولكل أتان ولد أو ولدان إلى خمسة وأعطاه الله أهلا وولداً رجالا ونساء. وكان تقيًّا رحيما بالمساكين، يكفل الأرامل والأيتام، ويكرم الضيف، ويبلغ ابن السبيل، شاكراً لأنْعُم الله، ممتنعًا عن عدو الله إبليس أن ينال منه ما ينال من أهل الغنى، من الغِرة والغفلة عن الله. وكان معه ثلاثة نفر، قد آمنوا به وصدقوه، وعرفوا فضله رجل من اليمن، اسمه الفيزور. واثنان من بلدة تلمك وظفر، وكانوا كهولا. قال وهب إن لجبريل موقفًا بين يَدَىِ الله ليس لغيره وهو الذى يتلقى الكلام، فإذا ذَكر اللهُ عبداً بخير تلقّاه ثم ميكائيل، وحوله الملائكة المقربون والحامُّون من حول العرش، فإذا شاع ذلك فى الملائكة، صارت الصلاة عليه منهم ثم تهبط الصلاة إلى ملائكة الأرض.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9