الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }

{ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } إذ متعلق بعالمين، أى هو فى حال القول، قد علمناه كما علمناه فى سائر الأوقات، فلم يغلبوه عند القول لأنا عالمون بحاله، ونصرناه، أو متعلق بآتينا، أو برشده، أو مفعول به لمحذوف، أى اذكر من أوقاته وقت قوله لأبيه وقومه. { مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِى أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } ما هذه الأصنام التى أنتم مقيمون على عبادتها؟! وعبَّر بالتماثيل تحقيراً لها فإن التماثيل صورة لا روح فيها، أى ما هذه الصورة التى على صورة الإنسان، غير أنها خالية من كل نفع. وأيضًا استفهامه من تجاهل العارف، تجاهل لهم ليحقرها، أو ليصغرها مع علمه بتعظيمهم لها، واللام للاختصاص، أى بوجود العكوف لها. ويجوز أن تكون اللام بمعنى على، أى عاكفون عليها بالعبادة، أو عاكفون على عبادتها. وعكف تعدى بعلى. وعلى الوجه الأول لم يعتبر جانب معنى تعديته بعلى. ويجوز كون قوله { عاكفون } متضمنًا لمعنى عابدين، فتكون اللام للتعدية.