الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ }

{ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ } يحفظكم { بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ } أى من عذابه. والاستفهام إنكارى، أى لا أحد يكلؤكم من عذابه لو نزل. والمخاطبون لم يخافوا العذاب أصلا لإنكارهم له ولفظ الرحمن للدلالة على أن تأخير العذاب من رحمته العامة، ومَن متعلق بيكاؤكم. ويجوز أن يكون المبنى على التقرير، أى مَن هؤلاء الذين هم من الرحمن يحفظونكم مما لم يقدر عليكم؟ الجواب إنهم ملائكة. والكفرة ولو لم يكن عندهم علم بذلك لكن من شأنهم أن يعلموه ويصدقوا به، لكثرة الإخبار به. وعن مجاهد ما من آدمى إلا ومعه مَلَكان يحفظانه فى ليله ونهاره، ونومه ويقظته من الجن والإنس والدواب والسباع والهوام والطير، كلما أراده بشئ قالا إليك حتى يأتى القدر. { بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ } وذكره أمره ونهيه، وثوابه وعقابه فى القرآن والسنة، لا يخطر ذلك ببالهم، فضلا عن أن يخافوا عقابه.