الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

{ قُلْ } يا محمد. وقرأ حمزة والكسائى وحفص قال، إخبارا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { رَبِّى يَعْلَمُ الْقَوْلَ } أىَّ قولٍ كان سرا أو جهرا، فهو أبلغ من قولهقل أنزله الذى يعلم السر } ولو كان يلزم من علم السر علم الجهر ولذلك اختير هنا، وليطابق قولهوأسروا النجوى } أى أسروا السر. وذلك لأن القول يشمل الجهر والسر وسر السر نصَّا ومبادرة بخلاف يعلم السر. ولا ضير فى اشتمال القرآن على فاضل وأفضل تفنُّنًا، وكل منهما معجز. بل الظاهر أن كل آية غاية فى البلاغة فى مقامها وكل ما نزلت لأجله وسياقها. والأصل قل لهؤلاء. قيل قال فى آية الفرقان كذلك لأن المراد وصف ذاته بأنه عالم الغيب لا يعزب عنه شئ. وقيل قل لهم وللناس. { فِى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } أراد بهما الجنس، أو أراد هذه السماء وهذه الأرض، فهما تمثيل لسائر الأماكن، والجار والمجرور متعلق بالقول، أو بمحذوف حال منه أو من ضمير يعلم. { وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } بكل شئ، فيجازى على الإحسان والإساءة. ويجوز أن يكونوا أسروا النجوى وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إن كان ما قلتم حقا فأخبرونا بما أسررنا فقال الله تعالى بعد ما فسر له نجواهم { قل ربى } الخ.