الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

{ لَوْ يَعْلَمُ الّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِم النَّارَ وَلاَ عَنْ ظُهُورِهِمْ } ذكر الوجه من قدام، وهو أعز الأعضاء الظاهرة، وذكر الظهر من خلف. والمراد أن النار تعمهم كلهم من خلف وقدام فإذا كانت لا تُمنع عن الوجه فأحْرَى أن لا تمنع من غيره. وجواب لو محذوف لدلالة المقام والسياق عليه. وحين مفعول يعلم بمعنى يعرف. والمراد معرفة شدة ذلك الحين، أى لو يعلمون ذلك الوقت الصعب الذى يغمسون فيه فى النار غمسًا، لا يقون أنفسهم عنها بشئ. { وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } بالمنع منها، لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال وجهلهم هو الذى هَوَّنه عندهم، أو يعلم على بابه، والمفعول الثانى محذوف، أى لو يعلمونه صعبا، أو لا مفعول له أصلا تنزيلا له منزلة التام، أى لو كان عندهم علم. وعليه فالوقف على كفروا وحين متعلق بمحذوف، أى ينتفى عنهم هذا الجهل، ويعلمون أنهم على الباطل، حين لا يكفّون. وأقام الظاهر وهو الموصول مقام الضمير إيذانًا بصلته بأن كفرهم هو الموجب لذلك الخزى. وإنما فصل بالنار بين الظهر والوجه، ليكون ذكرها متصلة بالوجه أدعى إلى ترك الكفر. وقيل الأصل لا يكفّون عن وجوههم النار، ولا عن ظهورهم السياط.