الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أى ما قدموا لأن ما وقع كأنه شئ حاضر بين الأيدى ولو مضى وانقطع، من حيث إنه موجود. { وَمَا خَلْفَهُمْ } ما أخروا، ويصح العكس، فلإحاطة علمه بهم، راعوا أحوالهم، وحفظوا أوقاتهم، لخوف العقاب، وللإحلال. قيل ما قبل خلقهم وما بعده. { وَلاَ يَشْفَعُونَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضَى } إلا لمن رضى الله أن يشفعوا له مهابة منه، فهو لموافقة المجرد، أو الزيادة للمبالغة. فإذا كان مرضيا عند الله فشفاعتهم إنما هى تعظيم، وزيادة ثواب من الله بواسطتهم، قد سبق به القضاء. { وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ } مهابته { مُشْفِقُونَ } من للابتداء، أو للتعليل. والخشية أصلها الخوف مع التعظيم، ولذلك خص بها العلماء، والإشفاق احتراق القلب من الفزع وشدة توقع المكروه. وعن بعض الإشفاق خوف مع اعتناء، وأنه إن عدى بمن فمعنى الخوف فيه أظهر، أو بعَلَى فبالعكس. رأى صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء جبريل ساقطا كالحلس من خشية الله سبحانه.