الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }

{ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ } من أيجاد وإعدام، وإعزاز وإدلال، وإسعاد وإشقاء، وإضلال وهداية، وغير ذلك سؤال رد. وذلك لعظمته وسلطانه وتفرده بالألوهية، وكل ما فعل فهو على حكمة. وذلك على ظاهره، أو كناية عن كونه فى غاية العظمة والملك والحكمة والإتقان، وليس فى فعله خلل فضلا عن أن يرد عليه. { وَهُمْ يُسْأَلُونَ } عما يفعلون لأنهم مملوكون مستعبدون يخطئون، سؤال توبيخ، وسؤال تقريع والضمير للناس كلهم وللمشركين فإنهم سُئلوا سؤال توبيخ على ما قرر فى غير هذه الآية، أو للآلهة المعبودة فتقول الملائكة وعيسى وعزير والأصنام لم نرض عبادتهم، وإنا نلعنهم. ويجوز سؤال عالِم عن شئ على جهة الاعتبار، لا على جهة التفكر فى الخالق، ونحوها. روى أن موسى عليه السلام قال يا رب إنك عظيم، ولو شئتَ أن تطاع لأُطِعتَ. ولو شئتَ أن تُعْصَى لما عُصيتَ، وأنت تحب أن تطاع، وأنت مع ذلك تُعْصَى. فأوحى إليه لا أُسأل عما أفعل، وهم يُسألون. هذا مخزون علمى، فلا تسألنى عنه. فأعاد السؤال. يقال له لا أُسأل عما أفعل. فأعاد فقال له هل تقدر أن تصرّ صرة من الشمس، وتقدر على رد أمس؟ فقال لا يا رب. فقال له فقد نهيتك عن السؤال عن هذه المسأَلة. فإن عدت إليه، جعلت عقوبتك محو اسمك من أسماء الأنبياء أو النبوة، فلا تُذكر إذا ذُكروا. فكف عن السؤال عنها. وسأل عنها عيسى أيضاً، فأوحى إليه أن عزيرا سألنى عن هذه المسألة، فكان من أمره كذا وكذا، فكفَّ عيسى أيضاً - عليهم السلام.