الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ }

{ أمِ } بمعنى بل الإضرابية والهمزة الإنكارية وهى منقطعة { اتَّخذُوا آلِهَةً مِنَ } من للابتداء { الأَرْضِ } مثل الحجر والخشب والذهب والفضة، ومن متعلقة باتخذوا، أو بمحذوف نعت لآلهة. وعليه فيجوز فيها أن تكون للتبعيض، ويجوز جعل اتخذ تصييرها والجار والمجرور متعلقاً بمحذوف مفعولا ثانيًا. والمراد بذلك تحقير الآلهة المأخوذة من الأرض. { هُمْ يُنْشِرُونَ } أى أهُم يحيون الموتى وينشرونهم من الأرض. ويجوز كون هذه الجملة هى نعت آلهة، أو مفعول ثان، ومن متعلق بينشرون وإن قلت هم ينكرون البعث راسا. وإن أقرّ به بعضهم فليس يثبته للأصنام. لقت نعم لكن أثبت لها نشر الموتى على ما يقتضيه ادعاؤهم أنها أرباب وفى ذلك تجهيل لهما وتهكم وتوبيخ إن كانت آلهة فمن لوازم الألوهية القدرة على جميع الممكنات، فهل تقدر آلهتكم على البعث؟! قال جار الله وفائدة قوله { هم } اختصاص الانتشار بهم، أى اتخذوا آلهة تختص بالبعث للموتى. قلت لم يظهر لى إفادة ذلك الضمير الحصرَ هنا إلا إن كان يستفاد منه فى العرف أو يوهمه. وقرأ الحسن بفتح الياء وضم الشين يقال أنشر الله الموتى ونشرها. ويصح أن يراد بقوله من الأرض، الإشعار بأنها الآلهة التى من الأرض لا التى من السماء وهى الله والملائكة، فإن من العرب من يعبدهم. وسأَل صلى الله عليه وسلم اُمَةً أين ربك؟ فأَشارت إلى السماء، نفهم منها أن مرادها نفى الآلهة الأرضية وإثبات الله سبحانه، لا إثبات السماء مكانا له، ولا إثبات الألوهية للملائكة، فقال لها مؤمنة.