الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ }

{ وَلَهُ مَنْ فِى السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ } خلقا وملكا ومَن للعقلاء. ويدخل غيرهم فى ذلك بالأولوية، أو للعقلاء وغيرهم فإن فى الأرض العاقل وغيره، وفى السماء العقلاء. ويُصْرَف معنى مَن فى جانب السماوات إلى العقلاء. وقيل إن فى السماوات دوابَّ وطيرا من نور بلا عقول، وهم غير ملائكة. { وَمَنْ عِنْدَهُ } هم الملائكة. ومعنى العندية قرب المنزلة فى الخير، أو عبر بعند لأنهم محلهم الأصيل الذى كثروا فيه هو السماوات، ومن فيهن هو عند الله الذى هو فى كل مكان لا عندنا، ومَن مبتدأ خبره { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } لا يتعظمون { عَنْ عِبَودَتِهِ } طاعته. { وَلاَ يَسْتَخْسِرُونَ } لا يَعْيَوْنَ ولا يتعبون فينقطعوا عنها. ويقال حسر الوادى، أى انكشف أرضه بزوال الماء، وحَسَر عن رأسه كشف وحَسِر تَعِب وأعْيى، والسين والتاء للمبالغة والمبالغة راجعة للمنفى، أى انتفى عنهم الحسور انتفاءً بليغًا، على أحد الأوجه، فى نحووما ربك بظلام } أو النفى هو الراجع للمبالغة، على معنى أن ما هم فيه يوجب غاية الحسور، لكنهم لم يحسروا غاية الحسور ولا أدناه. والمراد إنكم يا كفار لكم الويل على كفركم، وليس الله بمحتاج إلى عبادتكم، فإن عنده من يداوم على العبادة، ولا يَعْيَى عنها، مع أن الله غنى عنها أيضًا. وقيل مَن معطوف على مَن عطف خاص على عام لمزية الذين عنده، وهم الملائكة، أو اعتبر أن مَن عنده أهم من جهة أن يراد الملائكة الذين فى السماوات والذين فى الأرضين وتحتهن، وبين السماء والأرض، وبين السماوات وبين الأرضين، فلا يبقى إلا مَن فى الأرض من غيرهم فلا يعمهم، أو اعتبر أن مَن عنده نوع من الملائكة ليس فى الأرض، ولا فى السماء، بل بين السماوات وبين السماء والأرض.