الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ }

{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ } كتاب داود. { مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ } القرآن العظيم. والبَعدية رتبية تقول عيسى بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. تريد أن شأن سيدنا محمد أسبق وأعظم من شأن سيدنا عيسى. والبَعدية ذِكرية، كقول الأستاذ لتلميذه قد أقرأتك الآجُرُّوميّة، بعد الألفية، وهو قدّم له الآجُرُّوميَّة. كأنه قال قد أقرأتك الألفية، وإنى أخبرك بعد ذلك، أنك قد أقرأتك الآجرومية. أو البَعدية بمعنى الزيادة، أى زيادة عن الذكر، وعن الألفية. وقيل الذكر التوراة. وقيل جنس ما أنزل الله على الأنبياء والذكر اللوح المحفوظ المنسوخة هن منه. وقيل الزبور كتاب داود، والذكر التوراة. وقالت فرقة الزبور ما بعد التوراة من الكتب، والذكر التوراة. وقال ابن عباس الزبور التوراة، والذكر ما قبلها. وإنما صح إطلاق الزبور على غير كتاب داود لأنه من زَبرَ يَزْبُر، أى كَتَب. وقيل الزبور كتاب داود، والذكر القرآن، وبَعد بمعنى قبل. { أَنَّ الأَرْضَ } أرض الجنة. وقيل بلاد الكفَّار والقولان عن ابن عباس. وقيل الأرض المقدسة. { يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ } أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أو الصالحون مطلقاً. وسكن حمزة باء عبادى، وحذفها للساكن.