الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى }

{ وَإنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ } تعلن به { فَإنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وأخْفَى } تعليل نائب عن جواب إن. وإن شئت فقل جوابها محذوف وذلك تعليل بلا نيابة وإن تجهر بكلام فالله غنى عن جهرك بعلمه منك بلا جهر لأنه يعلم الكلام السر وما هو أخفى منه وهو ما خطر فى النفس أو حدّثت به النفس فلا تجهد نفسك بالجهر فى ذكر الله والدعاء. وذكر ذلك عقب ما مر لاقتران الإرادة والقدرة فى حقه سبحانه والإرادة لا تنفك عن العلم، فأفاد أن ملمسه محيط بجليّات الأمور وخفيّاتها على سواء. فالجهر بالذكر والدعاء إنما هو لتصوير النفس بهما ورسوخها فيه ومنعها عن الاشتغال بغير الله وهضمها بالهزع والصياح. وعن ابن عباس السر ما فى النفس، وأخفى ما سيخطر فيها. وقيل السر جميع ما قيل أو عمل فى غير حضرة الناس ولم يعلموا به، وأخفى ما فى النفس. وقيل السر ما سره الناس. والأخفى ما لا يظهره الله سبحانه للخلق، ويتفرع عن ذلك زجر المكلف عن القبائح ظاهرة أو باطنة، من حيث إن الله سبحانه يعلم كل ما خفى أو سُرّ، مما فيه ثواب أو عقاب أو ما لا ثواب ولا عقاب له. وهذا أبلغ من قول الخازن إن المراد ما فيه ثواب أو عقاب. وفى الآية أيضا نهى عن الجهر كما قالواذكر ربك فى نفسك } الآية.