الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلْمُثْلَىٰ }

{ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } الخ زوَّروا هذا الكلام خوفا من غلبتهما فيتبعهما الناس وتشاوروا فميا يغلبون به موسى، والإشارة لموسى وهارون، وهذه قراءة نافع وابن عامر وحمزة و الكسائى. وقد أطال ابن هشام فى إعرابها فى شرح الشذور، وأطلت فى حاشيته وإعرابها أيضاً فى المعنى وغيره. وروى عن عائشة أن ذلك وقوله والصابئون بعد إن، وقوله والمقيمين الصلاة قبل قوله والمؤتون خطأ من الكاتبين. وعن عثمان أن ذلك لحن مكتوب لتستصلحه العرب بأَلسنتها. قال السيوطى كيف يظن بالصحابة وهم الفصحاء أن يلحنوا فى الكلام، ولا سيما القرآن الذى تلقوه عن النبى صلى الله عليه وسلم، وأمروا بالصون له؟ وكيف يجتمعون على الخطأ ثم كيف لا يرجعون عنه؟ وكيف يكلونه إلى إصلاح العرب باللسان ويتركونه مكتوباً؟ وما روى عامًّا أن فى الكتاب لحناً ستقيمة العرب محمول على نحو الحذف كالكتاب والصابرين، بإسقاط الألف فى الخط وعلى نحو الزيادة مثل ولا أوضعوا ولا أذبحنه. وكيف يتركون الخطأ فى الكتاب لمن يقيمه مع أن غيرهم إنما يقتدى بهم. وروى أن عثمان لما عرضت عليه المصاحف بعد الفراغ منها قال أرى شيئاً سنقيمه، ومراده ما كتب بغير لغة قريش كما كتبوا التابوت التابوه وقد أقامه بلغتهم فلم يبق شئ. وروى عن ابن جبير عن عثمان أن فيه لحنا سيقام. ومراده باللحن اللغة والقراءة للكاتب. ومعنى قول عائشة خطأ من الكاتبين أنهم عدلوا عما هو أولى. وعن النخعى إن هذان لساحران بالألف مكان الياء والصابئون بالواو مكان الياء والمقيمين بالياء مكان الواو. قال ابن أشته مراد به يقرأ هذان بالياء ولو كتب بألف. وهكذا كما كتب الصلاة بالواو ويقرأ بألف. ورد بأن الكاتب هذان بألف مثلا يقرؤه بالألف وقد تبين أنه لا لحن. وإن قلت فما الإعراب؟ قلت هاذان اسم إن على لغة قصر المثنى. وقيل الألف ألف المفرد وياء النصب محذوفة أو اسم إن ضمير الشأْن وهذان مبتدأ واللام زائدة أو للابتداء داحلة على مبتدأ محذوف أى لهما ساحران. ويرده أن المؤكد باللام لا يليق به الحذف. وقيل ها اسم إن. ورُدَّ بحذف ألفها واتصالها بالذال وانفصال إن، أو الألف بدل من الياء لمناسبة يريدان كما نُوِّن سلاسلا لمناسبة أغلالا. وقيل إن بمعنى نعم، وهذان مبتدأ واللام زائدة فى غيره، وقد بحثت فى تلك الوجوه فى الحواشى النحوية. وقرأ أبو عمرو إن هذين لساحران بالياء على الجهة الظاهرة المكشوفة. وقرأ ابن كثير وحفص إن هذان لساحران بسكون النون، على أن إن مخففة واللام للفرق بين النفى والإثبات، أو إن النافية واللام بمعنى إلا. وقرأ أبىّ إنْ ذان إلا ساحران بالإسكان.

السابقالتالي
2