الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ تَمْشِيۤ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ ٱلْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ } * { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }

{ إذْ تَمْشِى أُخْتُكَ } مريم لتتعرف خبرك وقد أحضروا مراضع ولم تَقبل عن واحدة وصادفتهم الأخت فى حال إحضار المراضع وطلبهن، وهى غير أم عيسى فقالت ما قال الله. { فَتقُولُ } الخ، وإذ متعلقة بألقيت أو تصنع، أو بدل من إذ قبله، على أن المراد بهما وقت متسع ويجوز كونها تعليلا لأوحينا أو اقذفى الأول أو الثانى. { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكفُلُهُ } أى على امرأة ترضعه ويقبل عنها، ومَن واقعة على المؤنث والتذكير نظرا للفظ، فقالوا نعم فجاءت بأُمه فقيل عنها كما قال الله عز وجل { فَرَجَعْنَاكَ إلَى أُمِّكَ } وفاء بقولنا { إنا رادوه إليك } { كَىْ تَقَرَّ }. هى. { عَيْنُها } بلقائك ورؤيتكْ { وَلاَ تَحْزَنْ } هى بفراقك فالفاعل مستتر جوازاً أو لا تحزن أنت على فراقها فالفاعل مستتر وجوبا وموسى عليه الصلاة والسلام فى ذلك الوقت ولو كان صغيراً جعل الله فيه من العقل ما يفرح به ويحزن، أو المراد لا تحزن إذا وصلت حدًّا يمكنك فيه الفرح والحزن. وإن قلت كيف يقال لا تحزن بفراقك وقد حزنت بفراقك؟ قلت المراد لا تحزن بعد أى ليذهب عنها الحزن. تتمة روى أن موسى هو موسى بن عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوى ابن يعقوب. روى أن يعقوب ولد لاوى وقد مضى من عمره تسع وثمانون سنة ثم إن لاوى نكح ثابتة بنت ماوى بن يسخب ولدت له عرشون ومزى وفاهث بن لاوى وولد لاوى فاهث بعد إذ مضى من عمره ست وأربعون سنة فنكح فاهث ابن لاوى فاهى بنت تلويب بن بركيا بن يغشان بن إبراهيم، فولدت له يصهر بعد أن مضى من عمره ستون سنة وكان عمر يصهر مائة وسبعا وأربعين سنة فولد عمران ونكح عمران بن يصهر نجيبا بنت اشموئيل بن تركيا بن يغشان بن إبراهيم فولدت له هارون وموسى. وقيل اسم أمها ناجية. وقيل لوحا وهو المشهور وكان عمر عمران مائة وسبعا وثلاثين وولد له موسى. وقد مضى من عمره سبعون سنة. وعاش موسى مائة وعشرين سنة. وموسى اسم سريانى. وعن عكرمة عن ابن عباس سمى موسى لأنه ألقى بين شجر وماء فالماء بالقبطية مو والشجر سا. وقال المناوى أصله موشى بالقبطية مو الماء وشا الشجر. وروى أنه لما أراد فرعون ذبحه لظنه أنه الذى يهلك على يده استوهبته منه آسية فوهبه لها فقال سميه فسمته موسى. وكان طويلا وهارون أطول منه. وكان على أرنبته ولسانه شامة. وكان موسى آدمَ جَعْداً كأنه من رجال شَنُوءة وفى طرف لسانه شامة سوداء وهارون أخوه شقيق كما مر. وقيل لأمه. وقيل لأبيه ومات قبل موسى.

السابقالتالي
2