الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي }

{ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِى } هى العقدة التى كانت له بوضع جمرة فى لسانه. روى أن موسى عليه الصلاة والسلام قعد فى حجر فرعون فمد يده إلى لحيته فنزع منها خصلة وهو طفل فغضب فرعون وأراد قتله وقال لامرأته آسية إن هذا عدوى. وروى أنه لطم فرعون ونزع من لحيته. وروى أنه كان كثيراً ما يمد يده إلى لحيته، ولما أراد قتله قالت آسية إنه صبى ولا يعقل. وروى أن أم موسى لما فطمته ردته إلى فرعون، فنشأ فى حجره وحجر امرأته واتخذاه ولدا، فبينما هو يلعب بين يدى فرعون وبيده قضيب فضرب به رأس فرعون فهمَّ بقتله فقالت آسية إنه لا يعقل جرِّبه إن شئت فجاء بطستين فى أحدهما جمر وفى الآخر جوعى، فوضعهما بين يدى موسى، فأراد أن يأخذ الجوهر فصرف جبريل يده عنها، فأخذ جمرة بيده ولم تعد على اليد، فوضعها على لسانه فاحترق. وصارت فيه عقدة، فزال غيظ فرعون. وقيل لما أخذها بيده أحرقتها فحولها إلى لسانه. واجتهد فرعون فى علاجها ولم تبرأ. ثم لما دعاه إلى الله قال إلى أى رب تدعونى؟ فقال إلى الذى أبرأ يدى، وقد عجزتَ عن إبرائها. وروى أنه أدخل الجمرة فى فيه فأحرقت فيه لسانه، ولم يخرج إليها لسانه. وروى أن يده لم تبرأ لئلا يدخلها مع فرعون فى قصعة واحدة فتنعقد بهما حرمة المؤاكلة. قيل ولعل تبييض يده كان لضربه بها فرعون ونتف لحيته. { ومن لسانى } متعلق باحلل أو صفة لعقدة. وعلى الأول فمن للابتداء، وعلى الثانى ظرفية. واختلف فى زوال العقدة. فقيل زالت بجملتهما لقولهقد أوتيت سؤلك يا موسى } وقيل فى بعضها لقولهوأخى هارون هو أفصح منه لسانا } ، وقولهولا يكاد يُبين } وكان فى لسان الحسن بن على رُنّة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثها من عمه موسى عليه السلام وأصل الأرتّ إنما يكون فى شئ دام إلى موت صاحبه. وأجيب بأنه لم يقصد حل عقد لسانه مطلقا بل عقدة تمنع الإفهام حتى إن بعضا جعل " من لسانى " نعتاً لعقدة وجعل من للتبعيض أى عقدة من عقد لسانى بدليل إجابة الدعاء بقوله { يَفْقَهُوا }