الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلأُولَىٰ }

{ قَالَ خُذْهَا } بيمينك. { وَلاَ تَخَفْ } منها. وعن بعضهم إنما خافها لأنه عرف ما لقى آدم صلى الله عليه وسلم منها. ولما قال له لا تخف بلغ من ذهاب خوفه أن أدخل يده اليمنى فى لحييها وأخذها وانقلبت عصى فى يده فى شعبتيها وهما الموضع الذى يمسكه حين يتكئ. وروى أنه كان عليه مدرعة فهرب وتغطى فيها. فلما قال له خذها لف طرفها بيده، فأمره الله أن يكشف يده فكشفها. وروى أنه لما لفّها قيل له أرأيت لو أدنى الله بشئ أتمنعك المدرعة؟ قال لا، ولكنى ضعيف من ضعفاء الخليقة فكشف عنها. { سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى } هيئتها وحالتها السابقة وهى كونها حية تسعى تفعل تلك الفعلات ثم بعد الإعادة تكون عصى. والسيرة فعلة بكسر الفاء لهيئة من السير. يقال سار فلان برجليه سيرة حسنة ثم اتسع فيها فنقلت إلى معنى المذهب والطريقة والهيئة. والنصب على نزع الخافض، أى إلى سيرتها، أو فى سيرتها، أو بدل اشتمال منها، أو مفعول مطلق لمحذوف، أو مفعول مطلق لنعيد، بمعنى سنسير بها أيضا سيرتها، أى تسير سيرتها الأولى لا ظرف مكان لعدم الإبهام إلا بالتكلف. ويجوز أن يراد بالسيرة الأولى كونها عصى إذا قبضتها رددناها عصى وضمائر التأنيث للعصى بدليل السيرة الأولى. ففى قوله خذها تسهيل أى خذ عصاك ولو كانت على غير صورة العصى فما هى إلا عصاك، ومع ذلك فالقلب تحقيق لا تخييل إلا ضمير تسعى فإنه للحية. ويجوز إرجاع ها من خذها للحيه قبل. ويجوز أن يكون نعيد من عاده بمعنى عاد إليه فيتعدى إلى اثنين مع الهمزة فيكون سيرة مفعولا ثانيا.