الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ }

{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ } الباء للظرفية أو للإلصاق. والاستفهام للتقرير يتضمن استيقاظا لما يرتب على عصاه من المعجزات وتثبيته، لئلا يذهله ما يكون من أمرها كذا ظهر لى وسماه السيوطى فى الإتقان إيناسا. وخص اليمين ولم يقل وما تلك بيدك لما ذكرت من التثبيت لأنها فى يمينه فكأنه قيل له انظر إلى ما فى يمينك وتَثَبَّتْ فلا يهولنك ما يصير منه وقال أبو عمرو عثمان بن خليفة - رحمه الله - فإن قيل لِمَ قال يمينك ولم يقل بيدك لاشتبه عليه أيهما أراد والله لا يلبس على خلقه ولا على رسوله ولا على أمته لأنه أرسل بالبيان والرحمة والحجة انتهى والباء متعلقة بمحذوف وجوبا حال من تلك سواء جعلت خبراً وما مبتدأً أو بالعكس لأنه اسم إشارة وناصب الحال معنى الإشارة. وعلى قول الكوفيين يجوز أن يكون تلك اسما موصولا، ويمينك متعلق بمحذوف صلة له ذكره ابن هشام والشيخ خالد. { يا مُوسَى قَالَ هِىَ عَصَاىَ } ما بعد هذا زيادة فى الجواب عما كان السؤال عنه، كقوله صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن ماء البحر - " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " والمستحسن من الجواب أن يكون مطابقا للسؤال أو أعم منه لا أخص ولا مغايرا إلا لحكمة. ويحتمل أن يكون فهم من السؤال أن المراد تمديد النعم، فأجاب بما يطابق. وإنما ذكر المسند إليه وهو قوله هى مع أنه معلوم لأنه فى مقام يكون سماع السامع مطلوبا للمتكلم لعظمة السامع، وهو هنا الله، فبسط الكلام بذلك بذكر المسند إليه. وقرأ الحسن عصاى بكسر الياء اعتبر أن أصلها للسكون فكسرها لالتقاء الساكنين. كذا ظهر لى وسكنها ابن أبى إسحاق. والمشهور عصى بكسر الصاد وتشديد الياء قلب الألف ياء وأدغمها وكسر ما قبلها وهى لغة هذيل. وحكاها الواحدى فى البسيط عن طىِّء. قال الشيخ خالد قرأ عاصم الجحدرى وابن إسحاق وعيسى بن عمر هى عَصَىّ ورويت عن النبى صلى الله عليه وسلم قاله الشاطبى. قال ابن هشام ندر كسر ياء الإضافة بعد الألف فى قراءة الأعمش والحسن هى عصاى. { أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا } أعتمد عليها إذا عييت، وعند المشى والوثوب، وعند الوقوف على رأس القطيع، أعنى عند الرعى. { وَأَهُشُّ } أخبط الورق من الشجر. وقرأ النخعى أهش بكسر الهاء، وكلاهما من هش الخبز يَهش إذا انكسر لهشاشته. قال لقمان بن عاد أكلت حِقا وابن لبون وجدعا وهشِشت نخب وسيلا وقع والحمد لله من غير شبع. ووقف على المنصوبين المنونين بالإسكان ونخب واد قريب من الطائف كثير السِّدر وذلك لقوته وعظمته. وقالوا الجزور أكلة لقمان والغلة جرعته.

السابقالتالي
2