الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ }

{ إنَّنِى أَنَا اللهُ لاَ إلهَ إلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِى } وحدى، وذلك مستأنف من نفس للوحى. وادعى القاضى أن إننى أنا الله الخ بدل من ما ويردُّه أن الهمزة مكسورة فلو كان ذلك بدلا لفتحت لنية اتصالها بلام الجر. اللهم إلا أن يقال المراد لفظ إننى أنا الله الخ. وأفاد هذا الكلام أن الموحى إنما هو توحيدٌ هو منتهى العلم، أمرٌ بعبادة كمال العمل. { وَأَقِمِ الصَّلٰوةَ } إيت بها مستقيمة خصها بالذكر وأفردها بالأمر لعظم شأنها لأن فيها تذكر المعبود وشغل القلب واللسان به. { لِذِكْرِى } لتذكُرنى فيها ذكر قلب ولسان، بحيث لا تُرانى بها ولا تشوبها بذكر غيرى، أو لتكون لى ذاكرا غير ناس فإن المخلصين يجعلون ذكره على بال ويَقْصِرون هممهم به. واللام للتعليل والمصدر مضاف للمفعول اصطلاحاً. وقيل لأنى ذكرتها فى الكتب وأمرت بها أو لأذكرك بالثناء وأجعلَ لك لسان صدق أو لأذكرك فى عليين بها فاللام للتعليل والمصدر مضاف للفاعل، أو لأوقات ذكرى بتقدير مضاف، وهو مواقيت الصلاة، أو لذكر صلاتى بتقدير مضاف أيضا. ويدل له ما روى عن أبى عبيدة عن جابر بن زيد من نسى صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها. وفى رواية تقديم النوم. وفى رواية فليقضها بدل فليصلها. وروى أنس من نسى صلاة فليصل إذا ذكر لا كفارة لها إلا ذلك. وممن فسر الآية بذلك قتادة. وروى مالك وأبو عمرو الإمام الأندلسى أن النبى صلى الله عليه وسلم لما قال ذلك ذكر الآية تفسيراً لها بذلك واللام فى الوجهين الآخرين للتوقيت. وإن شئت فقل للحضور والمصدر على الأول من الوجهين مضاف للمفعول اصطلاحاً وفى الثانى لمحذوف ناب عنه مذكور لا فاعل ولا مفعول. وإن شئت فلا تقدر مضافاً فى الثانى لأنه إذا ذكر الصلاة فقد ذكر الله، ولأن فيها ذكره، ولأن الذكر والنسيان من الله. وقيل لذكرى بعد غفلة أى أقم الصلاة النافلة إذا تذكرت حبى لها وأمرى بها وقرئ بإسكان الياء وقرئ للذكر.