الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ }

{ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ } أى ولو ثبت إهلاكنا إياهم. وفيه أوجه ذكرتها فى غير هذا المحل. { بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ } من قبل محمد صلى الله عليه وسلم أو من قبل البينة وعليه فالتذكير لتأْويل البينة بالبرهان بالدليل أو بالقرآن أو من قبل إتيان البينة. { لَقَالُوا } يوم القيامة { لَوْلاَ } هلا { أَرْسلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ } بالنصب فى جواب التخصيص { آيَاتِك } لمرسل هو بها. { مِنْ قبْلِ أَنْ نَذِلَّ } فى القيامة { وَنَخْزَى } بالعذاب والافتضاح، مضارع خزى كرضى خزيا بالكسر وخزِىَ وقع فى بلية وشُهر فدل بذلك قاله والقاموس وهو غير متعد. وإنما يتعدى بالهمز. وقيل المراد الذل والخزى بالقتل والسبى. وقرئ ببنائهما للمفعول من أذله وأخزاه. ذكر بعض المالكية عن أبى سعيد عنه صلى الله عليه وسلم أنه يحتج يوم القيامة على الله ثلاثة الصبى، والمجنون، وصاحب الفترة فيقول الأولان لو جعلت لنا عقلا لأطعمناك، والفَتْرىّ لو أرسلت رسولا إلىّ لكنت أطوع خلقك فتجعل لهم نار ويقال رِدوها فَيَرِدها مَن كان فى علم الله سعيداً ويقع الشقى. فيقول إياى عصيت فكيف رسولى. قلت لم يصح هذا الحديث عنه صلى الله عليه وسلم لأنى عرضته على القرآن فنافاه إذ لا حجة على الله تعالى بعد الرسل، فبمجرد إرسال الرسل يقطع عذر الفَتْرىّ وكيف يختبر فى الآخرة مع أنه ليس للإنسان إلا ما سعى فى الدنيا، والآخرة إنما هى دار جزاء. وأما الصبى والمجنون فقد رفع القلم عنهما فلهما الجنة فضلا. وقيل بالوقوف فى أطفال المشركين والمنافقين وهو المشهور، والتحقيق الأول، فإنه بعدما توقف فى أطفال هؤلاء قال سأَلت ربى اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم وأعطانيهم واللاهون الأطفال.