الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ }

{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ } أى أوصل إليه وسوسة، وهى كلام خفى فسره بقوله { قَالَ يَا آدَمُ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ } أى على شجرة من أكل منها خُلِّد ولم يمت أصلا، فإضافتها للخلد إضافة سبب لمسبب، وذلك فى زعمه الباطل لأن هذه الشجرة ليست كذلك، بل هى من أكل منها تعرض للخروج من الجنة، ولأسباب الموت فإن طعامها كطعام الدنيا، وطعام الدنيا كثيراً ما يكون سببا للموت. قيل هذه الشجرة يسير الراكب فيها مائة عام ولا يقطعها. ذكره الشيخ هود. قال الصبان قال أهل المعانى جملة قال يا آدم الخ عطف بيان لجملة وسوس إليه الشيطان اهـ. والأولى أن يقال إنها مستأنفة للبيان، فليست بيانا نحويا عند التحقيق. { وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى } لا يضعف ولا يفى وهذا دليل لقراءة الحسن وابن عباس إلا أن تكونا مَلَكين.