الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقُلْنَا يآءَادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ }

{ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إنَّ هذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ } حواء، عادا كما حسداً لما رأى من النعمة عليكما فاحذرا مكره، فإنه لا يألو لكما مكراً إلا بى. { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ } أى لا تغفلا عن مكره حتى يخرجكما، أى احذرا أن يؤثر بكما وسوسته بالعصيان فتعصيانى فتخرجا منها بسببه. ولكونه سببًا أسند الإخراج إليه. { فَتَشْقَى } بالحرث والحصد والزرع والطحن والخَبْز وغير ذلك فلا تأكل أو تلبس إلا بكدّ يمينك وعَرق جبينك. روى أنه أُهبط إليه من الجنة ثور أحمر فكان يحرث عليه ويمسح العرق من جبينه. وروى أنه جاءه رغيف من الجنة قبل أن ينتفع من حرثه، فمد يده للأكل فطار إلى الجبل ليتعب فى المشى إليه، وأسند الشقاء إليه دون زوجة لأنه إذا شقى الرجل أى ضاق أمره فى المعيشة ضاق أمر عياله لأنه القائم عليهم، أو لأن الشقاء بمعنى التعب فى طلب المعيشة إنما هو على الرجل لا على زوجه ويزيد هذا ما بعد. وقد يقال ليس فنفى خطابا لآدم لكنه فيه ضمير غيبة لحواء، أى فتضيق المعيشة على زوجك وفى ضمن هذا ضيقها عليه يقال فى الكفاية عن مقر الرجل عرِيتْ زوجته وجاعت، أو خاطب آدم وحده رعاية للفاصلة لأنه لو قيل فتشقيا لكان ألف الاثنين آخر الفاصلة وألف الفعل أولى.