الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } * { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً }

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } ما تقدمهم من الأحوال. { وَمَا خَلْفَهُمْ } ما بعدهم مما هو مستقبل قيل ما بين أيديهم من أمر الآخرة وما خلفهم من أمر الدنيا وهو أولى والضمير لمن فى المحشر. وقيل للشافعين. { وَلاَ يُحِيطُونَ } أى لا يحيط علمهم. فعِلْما بعد هذا تمييز منقول عن الفاعلية. { بِهِ } أى بالله فإنه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شئ فكيف يعلمه أحد أو الضمير له لكن على حذف مضاف أى بمعلوماته. وقيل لما الأولى والثانية لتأويلهما بمفرد أى يحيطون بمجموع ذلك أو بما ذكر أو للثانية قيل أو للأولى وذلك أنهم لم يعلموا ذلك كله بل بعضه وهذا البعض لم يعلموا تفصيله. { عِلْمًا وَعَنَتِ الْوُجُوهُ } ذَلّت وخضعت الوجوه وجوه الخلق أجمعين وأل للاستغراق، أو وجوه المجرمين المذكورين فى قولهونحشر المجرمين } فأل للعهد فإن ذكرهم يدل على وجوههم بالتضمن أو لاستغراق خاص أو نائبة من المضاف إليه أى وجوههم. ويدل قوله { وقد خاب من حمل ظلما } فيكون بيانا لسبب ما ذلت به الوجوه. واختار لفظة عنت لما تدل له من كونهم عُناة أى أسارى فى يد الملك القهار. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم فى أمر النساء هن عَوانٍ بين أيديكم. بكسر النون جمع عانية كجَوارٍ أى أسيرات. والعانى الأسير وأسند الخضوع للوجه والمراد خضوع الذات كلها لظهور أثره فيه. { لِلْحَى } دائم الحياة سبحانه { الْقَيُّومِ } القائم بأمور الخليقة كلها، أو المراد القائم على كل نفس بما كسبت فيجازيها وتقدم غير ذلك. { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } خصه بالذكر لعظمه. وقيل المراد بالظلم كبائر الشرك أو النفاق. وعن ابن عباس المراد الشرك وسميت الكبيرة مطلقا ظلما لأن عاملها ظلّم نفسه أو إطلاقا لاسم الخاص وهو ظلم الناس على العام وهو مطلق الذنب الكبير وحَمْل الظلم الموتُ بلا توبة منه. والجملة مستأنفة أو حال.