الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً }

{ يَوْمَ } بدل من يوم { يُنْفَخُ فِى الصُّورِ } القَرن، وفى الصور نائب للفاعل الذى هو إسرافيل. والمراد النفخة الثانية، بناء على أن النفخات ثنتان، والثالثة إن قلنا ثلاث، ينفخ فيه فيرجع كل روح إلى جسده. وقيل الصور جمع صورة ككلمة وكلم، ويناسبه قراءة بعضهم فى الصور، بضم الصاد وفتح الواو، جمع صورة. وقرئ ينفخ بفتح الياء، ففاعله ضمير الله، أو ضمير إسرافيل، وإن لم يتقدم ذكره لاشتهار أنه النافخ. وإن قلت كيف يصح إسناد النفخ إلى الله تعالى؟ قلت على التجوز لأنه الآمر به، الجارى هو على توقيته، وقراءة أبى عمرو ننفُخ، بالنون وضم الفاء تدل له، وفيها تعظيم الله، وتعظيم النفخ. وأيضا لكرامة إسرافيل على الله، وقرب المنزلة، صح إسناد ما يتولاه إلى الله سبحانه. { وَنَحْشُرُ } أى نجمع. وقرئ بالياء، فالضمير لله جل وعلا أو لإسرافيل، عليه السلام. وقرأ الحسن بالياء والبناء للمفعول، ورفع ما بعده { الْمُجْرِمِينَ } المشركين { يَوْمَئِذٍ زُرْقًا } زرق العيون، جمع أزرق، وصفوا بذلك لأن الزرقة أقبح ألوان العيون، وأبغضها إلى العرب لأن الروم - أهانهم الله - كانوا أعدى أعدائهم، وهم زُرق ولذلك قالوا فى صفة العدو أسود الكبد، أصهب السِّبال، أزرق العين. وقيل تزرقُّ أبدانهم كلها كلون الرماد. وقيل المراد بالزَّرق العمى، لأن الأعمى تزرق عيناه. وقيل العطاش وعن بعض يحشرون سود الأبدان، زُرق العيون، ثم يعمون بعد ذلك.