الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

{ قُلْ } لهم. { مَنْ كَانَ عَدُوّاً لجبريلَ } بكسر الجيم والراء، وبعدها ياء ساكنة، وقرأ ابن كثير كذلك إلا أنه فتح الجيم، وقرأ أبو بكر بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء، وقرأ حمزة والكسائى مثله إلا أنهما يجعلان ياء بعد الهمزة، ولا ألف فى شئ من ذلك. وقرئ شاذا جبرائيل بكسر الجيم وفتح الراء بعدها ألف وبعد الألف همزة مكسورة وبعد الهمزة ياء ساكنة، وقرئ كذلك إلا الجيم ففتحت وقرئ كذلك إلا الياء فسقطت وقرئ كذلك إلا الهمزة فسقطت وإلا الياء فكسرت وقرئ كذلك إلا الهمزة والياء، فسقطتا وقرئ جبريل بكسر الجيم والراء والياء، وتشديد اللام، وجبرائيل بكسر الجيم وبيائين بعد الألف الأولى، مكسورة والثانية ساكنة، وقرئ جبراءل بكسر الجيم وفتح الراء وبالألف فهمزة فالياء، وقرئ جبرين بفتح الجيم وكسر الراء وبياء ساكنة بعدها نون، وقرئ جبرايين بفتح الجيم والراء بعدها ألف وبعد الألف ياءان أولاهما مكسورة والثانية ساكنة بعدها نون. قال ابن جنى العرب إذا نطقت بالأعجمى خلطت فيه، وروى عن ابن كثير أنه قال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم يقرأ جبريل وميكائيل بكسر الجيم وكسر الراء بلا همز، فلا أزال أقرأ بها أبداً كذلك، قال الثعلبى الصحيح المشهور عن ابن كثير ما تقدم من فتح الجيم لاما حكى عنه فى الرؤيا من كسرها انتهى. وعلى كل قراءة فجر بمعنى عبد ولفظ إيل وما اختصر منه أو تصرف فيه بمعنى الله، قال ابن عباس وغيره إن جبر وميك وإسرا بمعنى عبد مملوك، وإيل الله هذا نص عن ابن عباس وليس فيه قلب لإضافة، كما زعم بعض أن الإضافة مقلوبة فى لغة العجم مطلقاً وأن جبر وميك وإسرا وعزرا بمعنى الله وإيل بمعنى عبد، فإن ذلك ليس فى كل لغات العجم، فهذه لغة البربر عندنا لم تقلب فيها الإضافة. { فإنّهُ } أى الله سبحانه وتعالى أن جبريل أو القرآن أو الشأن. { نَزَّلَهُ } أى القرآن، أو الهاء الأولى لله جل وعلا، والثانية لجبريل، أى أن الله نزل جبريل بالقرآن وسائر الوحى. { عَلَى قَلْبِكَ } ذكر القلب لأنه محل الفهم والقبول والحفظ، ولأنه القائل الأول، ثم تزجر النفس، ثم تعمل الجوارح، وإن قلت كيف صح رجوع الهاء الثانية والأولى للقرآن، ولم يذكره قلت صح لأنه دل عليه ذكر التنزيل لكثرة ذكر تنزيل القرآن فى الآيات، ولوصفه بالتصديق لما بين يديه لتقدم أنه مصدق، ولوصفه بالهدى والبشرى، وقد ذكر فى آيات صفتين له، ولأن ما فخم شأنه يرجع إليه الضمير، ولو لم يذكر لأن القلوب مملوءة به فتستحضره فى المقام بأدنى إشارة، ولأنه لفخامته وفرط شهوته لم يحتج فى رفع الضمير إليه إلى سبق ذكر، ومقتضى قوله قل أن يقول على قلبى، ففى قوله قلبك الالتفات السكاكى من التكلم إلى الخطاب، وجواب من محذوف تقديره فليمت غيظاً أو فليفعل ما بداله أو خرج من الإيمان أو خرج عن الإنصاف أو كفر بما معه من الكتاب لنزوله بالوحى الصحيح المصدق لما قبله، أو فهو عدو لى وأنا عدو له، كما قال { من كان عدوا لله وملائكته.

السابقالتالي
2 3