الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

{ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاّ أَيّاماً مَعْدُودَةً } روى " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لليهود من أبوكم؟ قالوا فلان، قال كذبتم أبوكم فلان، قالوا صدقت وبررت. قال من أهل النار؟ قالوا نكون فيها مدة ثم تخلفوننا فيها، قال كذبتم اخسئوا فيها فوالله لا نخلفكم فيها أبداً ". وفى الحديث زيادة من أوله نسبتها ويأتى إن شاء الله تاماً فى موضع. قال ابن زيد وغيره " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لليهود من أهل النار؟ فقالوا نحن ثم تخلفوننا فيها أنتم. فقال لهم كذبتم لقد علمتم أنا لا نخلفكم ". فنزلت الآية، ونزل فى النبى صلى الله عليه وسلم ومن تبعهوالذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } والأيام المعدودة أيام الأسبوع سبعة أيام، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قالت اليهود مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنا نعذب بكل ألف سنة يوماً، ثم ينقطع عنا العذاب بعد سبعة أيام. وكذا قال مجاهد. وقيل قالوا نمكث فى النار أربعين يوماً مقدار الأيام التى عبدوا فيها العجل، وقيل زعموا أن الله عز وجل عتب عليهم فى أمر فأقسم ليعذبنا أربعين يوماً تحله القسم، ويمكن الجمع بين ذلك الأمر الذى عتب عليهم فيهِ هو عبادة العجل، ثم رأيت الشيخ هوداً ـ رحمه الله ـ ذكر ما يدل له والحمد لله إذ قال قال بعض المفسرين، قالت اليهود لن يدخلنا الله النار إلا تحلة القسم عدد الأيام التى عبدوا فيها العجل، فإذا انقضت تلك الأيام انقطع عنا العذاب والشر، ويمكن الجمع بين قول السبعة وقول الأربعين، بأن بعض اليهود قال سبعة، وبعضاً قال أربعين، كما أشار إليه القاضى. قال الكلبى فإذا دخلوا النار لبثوا فيها لكل يوم من الأربعين التى زعموا سنة، فتلك أربعون سنة، ثم يقال لهم يا أعداء الله هذه الأيام قد مضت والأجل الذى قلتم وبقى الأبد لا تخرجون منها أبداً، فعند ذلك انقطع الرجاء وأيقنوا بالخلود فى النار، ومعنى { لن تمسنا } لن تصيبنا، ومعنى المس اتصال الشئ بالشئ بحيث لا يبقى شئ من الهواء بينهما، وهدا على عمومه، وإن قيل يختص بأن يكون من الحيوان إلى آخر أو إلى غيره فيقال إيصال الحيوان جسمه بشئ سواء تأثرت الحاسة به أم لم تتأثر مثل المس بالشعر، فإن الشعر لا يدرك الحس، واللمس يطلق كالمس، ويطلق بمعنى طلب المس، يقال لمسه والتمسه فلم يجده أو فوجده أى طلبه فوجده، وأشاروا، بكون الأيام معددة إلى قلتها كما يشار إلى الكثرة بقولك لا يحصى، ولو أمكن إحصاؤه وإنما نعت أياماً بمفرد مؤنث لأنها فى معنى الجماعة، وذكر الرضى أن جمع القلة بمنزلة المفرد وأيام بوزن أفعال جمع قلة، ولذا وصف هنا بالمفرد، ووصف به المفرد فى قوله

السابقالتالي
2 3 4