الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

{ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ } أى طلب السقيا لهم لما عطشوا وسألوه من أين يشربون أو سألوه أن يدعو لهم بالسقى. { فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ } هى من آس الجنة بهمزة فألف فسين مهملة، وهو شجر يسمى المرسين وعن ابن عباس هى من العوسج من الجنة، ويطلق الآس على الشجر مطلقاً، ولتلك العصى شعبان يتقدان فى الظلمة نوراً وكانت على طول موسى عشرة أذرع، واسمها عليق، وقيل بنعة حملها آدم معه من الجنة فتوارثها الأنبياء حتى وصلت إلى شعيب فأعطاها موسى قبل، وكانت تحمل على حمار إذا لم يحملها موسى فإن حملها فهى خفيفة عليه. وقال الحسن هى عصى قطعها من شجرة ويجب إدغام باء اضرب فى باء بعصاك ولو كانت من كلمتين بسكون الأول، إلا أن وقف على الأول أو وصل بنية الوقف، ولا يدغم نافع من ذلك إلا ما كان ساكناً بخلاف أبى عمرو فإنهُ لم يدغم من المثلين فى كلمة إلا فى موضعين { مناسككم } فى هذه السورة و { سلككم } فى المدثر، وأظهر ما عداهما كجباههم، ووجوههم، وبشرككم وأتجادلوننا وأتعداننى، وأما المثلان من الكلمتين فإنه يدغم أولهما سواء كان.......... هنا سقطت صفحتان من الأصل. ثوبه ليغتسل وذلك أن بنى إسرائيل آذوه بقولهم إن بيضتيه منتفختان فأراد غسلا فوضع ثوبه على حجر ففجر الحجر بالثوب فتبعه يقول ثوبى حجر أى دع ثوبى يا حجر فرآه سالماً مما قالوه فأشار إليه جبريل بحَمْله، وقال إن الله يأمرك أن ترفع هذا الحجر له فيه قدرة، ولك فيه معجزة، فوضعه فى مخلاة فلما سألوه السقيا قيل { اضرب بعصاك الحجر } فكان يضربه كلما نزلوا فينفجر منه اثنتا عشرة عيناً لكل سبط عين، وإذا أراد الارتحال تيبس، وقيل كما مر يضربه فيتيبس، وقيل هو حجر حمله من جبل الطور مربع، تنبع من كل وجه ثلاث أعين تسيل كل عين فى جدول إلى سبط، وكانوا ستمائة ألف وسعة العسكر اثنا عشر ميلا، وقيل هو حجر أهبطه آدم من الجنة فتوارثه الأنبياء حتى وقع إلى شعيب فأعطاه له مع العصى، وقيل إنه حجر من رخام وقيل من الكذان وهى الحجارة اللينة، قال ابن عباس كان حجراً خفيفاً مربعاً قدر رأس الرجل، وقيل طوله ذراع وعرضه ذراع، وروى أنه من جبل الطور على قدر رأس الشاة يلقى فى كسر جولق ويرحل به، وذكر أنهم لم يكونوا يحملون الحجر لكنهم كانوا يجدونه فى كل مرحلة فى منزلته من المرحلة الأولى وهذا أعظم آية لهم. { فَانْفَجَرَتْ } أى فضربه بها فانفجرت، أى نبعت أو سالت، والجملة عطفت على محذوف، ويجوز أن يكون جواب شرط محذوف، أى فإن ضربته انفجرت، فالفاء الداخلة على انفجرت هى التى فى قولنا فإن ضربته، أو هى الرابطة وجدت فى الجواب، ولو صلح شرطاً لتدل على الشرط المحذوف، وقيل التقدير فإن ضربته فقد انفجرت، وبالأول قال ابن هشام وهو المشهور.

السابقالتالي
2 3 4 5 6