الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }

{ الَّذِينَ يَظُنُّونَ } يعلمون فإن الظن كثيرا ما يستعمل بمعنى العلم ويقوى هذا التفسير قراءة ابن مسعود الذين يعلمون وكذا كتب فى مصحفه وذلك استعارة شبه ترجيح الشىء بالجزم به، لأن فى كل منهما إثباتاً فسماه باسم الجزم وهو العلم، ولم يذكره بل ذكر لفظ المشبه وهو يظن على الاستعارة المكنية التبعية، وفسره الجمهور يظنون بمعنى يوقنون وهو من وادى التفسير بمعنى يعلمون، ولكن اليقين من أشد العلم. قال ابن عطية والزجاج يستعمل الظن بمعنى العلم فى غير المحسوس من المعانى كاللقاء فى الآية، والمواقعة فى قوله تعالىفظنوا أنهم مُواقِعوها } لا تقول العرب فى شخص أظن هذا زيدا قال الزجاج ذكر لى ذلك أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضى عن زيد ابن أسلم. وقيل يظنون معناه يتوقعون، وفى الظن الذى بمعنى الرجحان توقع، لأنك إذا ظننت أن شيئاً وقع تتوقع هل الأمر كما ظننت؟ فيقول خاب ظنى، وتقول تحقق ظنى واستيقن ظنى، أى توقعته حتى وجدته يقيناً، وظننت ظنا صادقاً، قال أوس بن حجر
فأرسلته مستيقن الظن أنه مخالط ما بين الشراسيف جائف   
أى أرسلت السهم إلى بقرة الوحش حال كونى جازماً بأنه يخالط رءوس عظام البطن من جانب البطن منها ويصل جوفها. { أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ } ملاقو جزاء ربهم بالبعث بعد الموت، وذلك الجزاء الذى يعلمون يقيناً أنهم ملاقوه، هو الثواب رجاء، والعقاب خوفاً، فهم راجون خائفون، وزعم هؤلاء المبتدعة أنه يجوز تفسير الملاقاة برؤية الله تعالى، وإذا فسرنا الظن بالتوقع فالمعنى أنهم يتوقعون العقاب، أى يخافونه، أو المعنى يتوقعون الثواب أى يطمعون فيه. { وأنَّهُم إلَيْه رَاجِعُونَ } فى الآخرة بالبعث للجزاء كقولهثم يحييكم ثم إليه ترجعون } أو راجعون إليه بالموت. قالوا ومن عول على شىء من شراء الحيوان أو اللباس أو الفاكهة أو الشىء النفيس وأراد الرشد إلى شىء جميل فليقل يا مختار يا من الخير منه، يا خير دليل يا دليلا للخير، يا مرشد يا هادى يا ألله ويقرأ الآية عند الشراء ويكررها حتى ينعقد، فإنه يقع له القصد. وقال ابن الجوزى نقرأ عند شراء البطيح فيرشد إلى الطيب، وإذا أراد أكله قرأ عليه عند شقه بالسكينفذبحوها وما كادوا يفعلون } فإنه يجده طيباً. والله أعلم.