الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُولَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ }

{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ } بنا. { وَكَذَّبُوا بِأَيَاتِنَآ } آيات الكتب التى تنزل من القرآن وغيره، أو كل ما نصبه الله دليلا على وجوده، وكمال قدرته من جميع المخلوقات، كالقرآن وجميع كتب الله، والسماء والأرض، وغير ذلك، ويجوز أن يكون المعنى كفروا بالآيات فى قلوبهم، وكذبوا بها فى ألسنتهم، فيتنازع على هذا الوجه قوله { كَفَرُواْ } وقوله { كَذَّبُوا } فى قوله { بِأَيَاتِنَآ }. والآية فى الأصل العلامة الظاهرة، فكل مخلوق آية، لأنه علامة على وجود الخالق - سبحانه وتعالى - وعلمه وقدرته، وكذا كل طائفة من القرآن من حيث إنها مخلوقة، ومن حيث معانيها، وأفصحيتها وأبلغيتها، ودلالتها على الغيب. قال ابن هشام إن كانت الواو أو الياء، متلوة بحرف يستحق القلب ألفاً، صححت الأولى وأعلت الثانية، نحو الحياء والهواء. والحوى مصدر محوى إذا اسود، وربما عكسوا فأعملوا الأولى وصححوا الثانية. نحو آية فى أسهل الأقوال. قال الشيخ خالد يعنى الستة. أحدها أن أصلها أيية، بفتح الياء الأولى كقصبة، فالقياس فى إعلالها إياه، فتصح العين وتعل اللام، لكن عكسوا شذوذا، فأعلوا الياء الأولى لتحركها وانفتاح ما قبلها دون الثانية. هذا قول الخليل. الثانى أن أصلها أيية بسكون العين كحية فأعلت بقلب الياء الأولى ألفاً، اكتفاء بشطر العلة، وهو فتح ما قبلها فقط، دون تحريكها، قاله الفراء، وعزى لسيبوية. واختاره ابن مالك، وقال فى التسهيل إنه أسهل الوجوه، لكنه ليس فيه إلا الاجتزاء بشطر العلة، وإذا كانوا قد عولوا عليه فيما لم يجتمع فيه ياءان، نحو طائى. وسمع اللهم تقبل تابتى وصامتى ففيما اجتمع فيه ياءان أولى لأنه أثقل. الثالث أن أصلها أبيه كضارية، حذفت العين استقلالا لتوالى ياءين أولهما مكسورة. ولذلك أولى كانت بالحذف من الثانية ونظير فى الحذف يالة، الأصل، يا آية، قاله الكسائى، ورد بأنه كان يلزم قلب الياء همزة، لوقوعها بعد ألف زائدة فى قولهم أياى. أى بوزن أفعال جميع آية على هذا القول. فالهمزة الأولى همزة أفعال، والألف بعدها همزة آية فاء الكلمة، والياء بعدها عين الكلمة، وهى ياء يا آية والألف بعد ألف أفعال بعد العين والياء لام الكلمة آخرا هى التى تقلب همزة لتطرفها بعد ألف زائدة. ولو كان عينها واوا ولامها، لقيل أواو، لأن الجميع يرد للأصل. الرابع أن أصلها أيية بضم الياء الأولى كسمرة فقلبت العين ألفاً، ورد بأنه كان يلزم قلب الضمة كسرة. انتهى. ولا نسلم أنه يلزم قلبها كسرة. الخامس أن أصلها أيية بكسر الياء الأولى كنبقة، فقلبت الياء الأولى ألفا، ورد بأن ما كان كذلك يجوز فيه الفك والإدغام كحيى وحى. السادس أن أصله أيية، كقصبة كالأول، إلا أنه أعلت الثانية على القياس، فصار أياة كحياة ونواة، ثم قدمت اللام إلى موطن العين فوزنها فعلة.

السابقالتالي
2 3 4