الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }

{ فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَات } تلقى تفعل من اللقاء، ألهمه الله سبحانه كلمات فى قلبه بلا وحى، فكان قد لقيهن وحضر معهن وأخذهن وقبلهن وفهمهن وعمل بهن إذ ذكرهن ودعا بهن. فلو لم يقبلهن وأعرض عنهن لكان كمن لم يلق شيئاً. وقيل التلقى التعلم والتلقن، وذلك واحد، كقولك تلقيت المسافر. وقرأ ابن كثير بنصب آدم، ورفع كلمات، لأن المتلاقيين كل منهما لقى الآخر. فالكلمات جئن إلى آدم واستقبلنه حتى وصلنه. تقول تلقيت المسافر وتلقانى. والتلقى استقبال من جاء من بعد واستعماله فى آدم على قراءة الجمهور. وفى الكلمات على قراءة ابن كثير مجاز. وما ذكرته أولى من حمل قراءة ابن كثير على القلب. قال ابن عباس وسعيد بن المسيب والحسن بن على ومجاهد وعكرمة تلك الكلمات هى ما حكى الله سبحانه وتعالى عنهربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } وعن ابن عباس فى رواية هن ما روى أن آدم عليه السلام قال يا رب ألم تخلقنى بيدك؟ قال بلى قال ألم تكن أسكنتنى الجنة؟ قال بلى، قال فلم أخرجتنى منها؟ قال بخطيئتك، قال يا رب أأنا أتيت شيئاً ابتدعته من تلقاء نفسى، أو شيئاً قدرته على قبل أن تخلقنى؟ قال بل قدرته عليك قبل أن أخلقك، قال يا رب كما قدرته على فاغفر لى. وروى الحاكم وصححه عن ابن عباس أن آدم قال يا رب ألم تخلقنى بيدك؟ قال بلى، قال يا رب ألم تنفخ فى الروح من روحك؟ قال بلى، قال يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال بلى، قال ألم تسكنى جنتك؟ قال بلى، قال يا رب إن تبت وأصلحت أراجعى أنت إلى الجنة؟ قال نعم. وراجعى اسم فاعل من رجع المتعدى ومضاف إليه هو المفعول مبتدأ أنت فاعل أغنى عن الخبر لاعتماده على الاستفهام أو خبر وأنت مبتدأ. وذكر الشيخ هود رحمه الله أنه قال يا رب أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال أرجعك إلى الجنة. وقال محمد بن كعب القرظى هى قوله سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك، وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسى فارحمنى، إنك أنت أرحم الراحمين. وقيل لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب عملت سوءاً وظلمت نفسى، فاغفر لى فإنك أنت الغفور الرحيم. لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ربى علمت سوءاً وظلمت نفسى فارحمى إنك أنت أرحم الراحمين. وقيل سبحانك الله وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، لا إله إلا أنت ظلمت نفسى فاغفر لى، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. وقالت طائفة إن آدم رأى مكتوباً على ساق العرش، محمد رسول الله، فتشفع به فهى الكلمات.

السابقالتالي
2 3