الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ } إذ ظرف زمان متعلق بقالوا أى قال الملائكة أتجعل فى الأرض من يسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك إذ قال ربك لهم { إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً } ولما قدمه وما يتصل به أظهره فيما بعد، وأضمر فيما بعد. قال الثانى أو متعلق بمعطوف على خلق المحذوف، أى وبدأ خلقهم إذ قال ربك للملائكة، أو متعلق بمفعول محذوف لا ذكر محذوفاً أى واذكر الحادث إذ قال ربك للملائكة. حذف الحادث، وأقام الظرف مقامه، وبهذا أول قوله تعالىواذكر أخا عاد إذ أنذر قومه } فليست بدلا من أخا، بل الأصل اذكر أخا عاد، اذكر الحادث إذ، ومن قال إن إذ، تنصرف، أجاز أن تكون بدلا من المفعول وهو أخا ومفعولا اذكر إذ اذكر بلا مفعول نحو،واذكروا إذا كنتم قليلا } واذكروا إذا أنتم قليل } واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } ومفعولا لاذكر مقدرا إذ لم يذكر، أى واذكر وقت قول ربك للملائكة، ووقت كونكم قليلا. وهو صحيح عندى، ألا ترى أنه يصرف إلى الإضافة نحو حيئنذ ويومئذ؟ فكيف لا يصرف إلى المفعول؟ وهو اسم وضع لنسبة ماضية هى النسبة فى الجملة التى أضيف إليها وقعت فيه أخرى هى نسبة ناصبة كما أن إذا وضعت لزمان نسبة مستقبلة، وقعت فيه نسبة أخرى، وبنيا لشبه الحرف فى الافتقار لا لشبه الموصول، نعم هما شبيهان به فى لزوم الجملة بعده، وفى إذ سبب آخر هو الوضع على حرف، وفى إذا سبب آخر هو شبه أن الشرطية فى المعنى وقد استعمل إذ فى الاستقبال، أو فى التعليل، أو فى الجواب والجزاء، نحو أكرمك إذ أكرمتنى، وكذا إذا استعمل لثلاث نحو إذا أكرمتنى أكرمتك. والتى ينصب المضارع بعدها هى إذا، وإذا حذف ألفها للساكن. وقال معمر بن المثنى وأبو عبيدة إذ زائدة للتأكيد فى جميع القرآن. وليس بصحيح لأن الأصل عدم الزيادة ولا سيما فى الأسماء. وأضاف رب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وخاطبه بالكاف تشرف من الله - جل جلاله - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - إظهار اختصاصه به، والملائكة جمع ملك مفتوحة، فلام ساكنة، فهمزة مفتوحة. فكاف. نقلت فتحة الهمزة للام قبلها، فحذفت الهمزة تخفيفاً. وردت فى الجمع فهو كشمائل جمع شمال. والأصل مالك بميم مفتوحة، فهمزة مفتوحة، فلام ساكنة. ثم أخرت الهمزة عن اللام، ونقل فتحها إليه وحذفت، وذلك أنه من الألوكة وهى الرسالة، لأنهم وسائط بين الله وبين الناس، فهم رسل الله. وأو كرسل بنى آدم من الله تعالى إليهم.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد