الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ الَّذِينَ يُنْفقُونَ أَمْوالَهم فى سَبِيِل اللّهِ ثُمَّ لا يُتْبعُونَ مَا أنْفقُوا منّاً } على المنفق عليه. { وَلاَ أذىً } المن أن يقول قد أنفقت عليه، أو قدّ أحسنت إليه، أو جبرت حالة، أو لولاى لمات جوعا، أو برداً، أو هو فقير وأعطيته، أو يرى أن لى حقا عليه، أو يخاطبه بذلك ونحو ذلك قال الشاعر
وإن امرأ أسدى إلىَّ صنيعهُ وذكرنيه مرة للئيم   
وعن بعض إذا صنعتم صنيعة فانسوها، وفى نوابغ الكلم صنوان من منح سائله وَمَنَّ، ومنع نائله وظن، أى بخل، أى هما من أصل واحد، وهو اللوم مستويان كنخلتين من أصل واحد، والنائل العطاء، وهو مفسد للعطية، وفى نوابغ الكلم طعم الآلاء أحلى من المن، وهى أمر من الآلاء مع المن، أى العطية أمرُّ، " قيل يا رسول الله من المنان؟ قال " الذى لا يعطى شيئا إلا منّه " وقال بعضهم علم الله أن أناسا يمنون أعطيتهم فنهى عن ذلك وتقدم فيه يعنى حجره عليهم، والأذى أن يتطاول عليه بسبب ما أنعم عليه، أو يسبه أو يعيره، مثل أن يقول إلام تسأل؟ أو بليت بك، وأراحنى الله منك أو نحو ذلك، وهو أعم من المن، ونص عليه لكثرته، وعد زيد بن أسلم إن ظننت أن سلامك يثقل علىّ من أنفقت عليه، تريد وجه الله، فلا تسلم عليه، قيل قال عبد الرحمن ابن زيد كان أبى يقول إذا أعطيت رجلا شيئا ورأيت أن سلامك يثقل عليه لا تسلم عيله. وأبوه هو زيد بن أسلم المذكور، فذلك كلام واحد قالت له امرأة يا أبا أسامة دلنى على رجل يخرج فى سبيل الله حقا فإنهم إنما يخرجون ليأكلون الفواكه، فإن عندى أسهما وجعبة؟ فقال لها لا بارك الله فى أسهمك وجعبتك، فقد آذيتهم قبل أن تعطيهم، تعنى النبل وجعبة الرمح. وروى الربيع ابن حبيب، ومالك وغيرهما عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " " من أنفق زوجين فى سبيل الله نودى فى الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان " فقال أبو بكر يا رسول الله ما علىّ من بد من هذه الأبواب من ضرورة؟ فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟ قال " نعم وأرجو أن تكون منهم " ومعنى زوجين شيئان من نوع واحد كدرهمين وفرسين. وفى الحديث " من أكثر من شئ عرف به "

السابقالتالي
2