الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ ٱخْتَلَفُواْ فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلُواْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }

{ تِلْكَ آياتُ الله } الإشارة إلى قصة الذين خرجوا من ديارهم، وتمليك طالوت، وإيتَاء التابوت، وانهزام الجبابرة، وقتل داود جالوت. { نَتْلُوها عَليْكَ بِالحقِّ } أى بالوجه الثابت الذى لا يجد فيه أهل الكتاب، وأصحاب التواريخ مطعنا ولا شكا، لأنه فى كتبهم والتواريخ كذلك. { وإنَّك لمِن المرْسَلِينَ } إذ أخبرتهم بذلك من غير أن تسمعه، أو تسأل عنه، وأنت أمى لا تعرف أن تقرأ كتابا أكد إثبات الرسالة بالجملة الإسمية، وإن واللام، وبأنه منهم لأن أخبار الله تعالى أنه منهم أبلغ من الإخبار بأنه رسول. { تِلك الرُّسلُ } المذكورة فى السورة، أو الرسل المنزل إليك أسماءهم فى هذه السورة وغيرها وكل الرسل هكذا باستغراق من علمه صلى الله عليه وسلم، ومن لم يعلمهُ وتلك مبتدأ والرسل تابع لهُ وقوله. { فَضَّلنْا بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ } خبره أو { تلك الرسل } مبتدأ وخبر وجملة { فضلنا } حال من الرسل، والآية نص فى تفاوت الأنبياء فى الفضل، ولو تساووا فى القيام بالرسالة، وأجمعت الأمة على ذلك، وعلى أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم لقوله تعالىوما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ومن كان رحمة للعالمين لزم أن يكون أفضل منهم كلهم، أما من كان فى زمانه أو بعده فظاهر، وأما من قبله فإنه بعث لتقرير أديان الأنبياء السابقة كلهم، فيما لم ينسخ، والدعاء إلى تصويبهم وتصويب أتباعهم الذين لم يبتدعوا، ولأن أمته تشهد للأنبياء بالتبليغ، ولأنه يريح الناس من المحشر بالشفاعة العامة، وبعث لرفع الآصار والأغلال وقوله تعالىورفعنا لك ذكرك } يذكر مع الله فى الأذان والإقامة والدخول فى الإسلام، وليس ذلك لسائر الأنبياء، وقرنه به فى الطاعة والبيعة والعزة، والإجابة والإرضاء،من يطع الرسول فقد أطاع الله } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } ولله العزة ولرسوله } استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } وذهبت معجزات الأنبياء وبعض معجزاته باق إلى آخر الدهر، وقال صلى الله عليه وسلم " آدم ومن دونه تحت لوائى " ، وقال " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " وقال " لا يدخل الجنة أحد من الأنبياء حتى أدخلها أنا ولا يدخلها أحد من الأمم حتى تدخل أمتى " وعنه صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذنى حبيبا " وفى حديث القدسى " وعزتى وجلالى لأوثرن حبيبى على خليلى " ونادى الأنبياء فى القرآن بأسمائهم، وناداه صلى الله عليه وسلم باسم النبوة والرسالةيا أيها الرسول } يا أيها النبى } فهو مميز بالتفضيل، فلنا النطق بتخييره، بخلاف سائر الأنبياء، فنعلم أنهم متفاوتون فى الفضل، ولا نصرح بتفضيل فلان على فلان، لأن لله جل وعلا أثبت التفضيل بينهم إجمالا، قال أبو سعيد الخدرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3