الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

{ وقالَ لَهم نبِيَّهم إنَّ اللّهَ قدْ بَعَثَ لكُم طَالُوتَ } هُو متاول ابن قيس بن سبط بن يامين بن يعقوب، اسمه بالسريانية متأول وبالعبرانية شاف بن قيس ابن إيسان ابن ضرار ابن كرب ابن أفيح ابن أقبس ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام. { مَلِكاً } طالوت علم عجمى وعجمته عبرانية، ولا وزن له صرفى، وإنما له وزن طبعى، ووزن عروضى، وهكذا سائر أسماء العجمة، وقيل إنه هو من الطول الألفاظ العربية وهو معنى ضد القصر وأنه بوزن فعلوت بفتح الفاء والعين، كرهبوت ورغبوت وأصله طولوت بفتح الطاء والواو، فقلبت ألفا لتحركها بعد فتحة، ويرده أنه لو كان عربيا لصرف لبقاء علة واحدة وهو العلمية، وأجيب بأنه منع الصرف للعلمية وشبه العجمة ليس فى أبنية العرب ما على هذه الصيغة، ويبحث بأنه إن أريد الوزن الطبعى فأبنية موجودة فى العربية كالفاروق والصرفى، فكذلك كرغبوت ورهبوت إلا إن أريد الصرفى مع إسكان الثانى، وثانى باب رغبوت متحرك، وأما ما يقال اتفقت فيه العجمة والعربية فى معنى الطول فباعتبار العربية بصرف قطعا وهو غير مصروف فى التلاوة، وباعتبار العجمة يمنع قطعاً، واتفاق اللفظ معنى فى لغتى العجمى والعرب لا يمنع الصرف مع علة أخرى، والداعى إلى القول بأنه من الطول ما روى أنه أطول رجل فى زمانه، وقوله تعالى { وزاده بسطة فى العلم والجسم } وعن وهب بن منبه كان أطول رجل فى بنى إسرائيل، وذكروا أنه كان أطول من جميع الناس برأسه ومنكبه، ويمد القائم يده فيصل بها رأسه لما سألوا نبيهم ملكا يقاتلون به، سأل الله أن يبعث لهم ملكا فبعث الله عز وجل مع ملك من الملائكة عصا وقرناً فيه دهن القدس، وقال له إن صاحبكم الذى يكون ملكاً يكون طوله طول هذه العصى، وانظر إلى القرن الذى فيه الدهن، فإذا دخل عليك رجل فنشى الدهن فى القرن، أى غلى هو ملك بنى إسرائيل نادهن رأسه بالدهن وملكه عليهم، وكان طالوت راغباً، وقيل دباغاً يدبغ الأدم وهو قول وهب بن منبه، وقال عكرمة والسدى، سقاء يسقى الناس بأجرة على حمار من النيل، ويسقى الماء ويبيعه، ولعله قد فعل ذلك كله، قال وهب بن منبه، ضلت حمر لأبى طالوت وقيل إبل فأرسله أبوه ومعه غلام فى طلبها، فمر على بيت أشموئيل النبى، فقال الغلام لطالوت لو دخلنا على هذا النبى فسألناه عن أمر الحمر ليرشدنا أو ليدعو لنا، ودخلا عليه، فبينما عنده يذكر له حاجتهما، إذ نشى الدهن فى القرن أعنى أنه غلى فقام أشموئيل النبى فقاس طالوت بالعصا فكانت على طوله، فقال لطالوت قرب رأسك فقربه إليه فدهنه بدهن القدس، وقال له أنت ملك بنى إسرائيل الذى أمرنى الله أن أملكه عليهم، فقال طالوت أو ما علمت أن سبطى من أدنى أسباط بنى إسرائيل؟ قال بلى.

السابقالتالي
2 3