الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ والَّذِينَ يُتوفَّونَ مِنْكُم ويَذَرُون أزواجاً وَصِيَّةً لأزْواجِهِمْ } الذى مبتدأ ووصية خبره على حذف مضاف أولا ليستأنف الكلام أولا على ما يعنى فيه، أى وحكم الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم، أو لازم الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم، أو وصية الذين يتوفون منكم ويذرن أزواجاً وصية لأزواجهم، أو على حذف مضاف أخرى والذين يتوفون منكم ويذرن أزواجاً وصية لأزواجهم واللفظ فى ذلك كله إخبار ومعناه أمر أو معناه خبر أى ذلك حكم الشرع، فيعلم أنه مأمورية، أو وصية نائب لمحذوف، أو فاعل لمحذوف، والجملة خبر الذين، أى كتب عليهم وصية لأزواجهم، أو لرمتهم وصية أو نحو ذلك أو مبتدأ خبره محذوف، أى عليكم وصية أو بالعكس، أى لازمهم وصية أو حكمهم وصية، والجملة خبر الذين، والحذف بالآخر أليق، لأنه محل التغيير. وقال أبو عمر وابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم ينصب على أنه مفعول مطلق بمعنى إيصاء ناصبة مقدر قبل الذين رافع لمحل الذين على الفاعلية، أو ليوص الذين يتوقون منكم ويذرون أزواجاً وصية بلام الأمر، أو يقدر بعده على أن الجملة خبر الذين أى ليوصوا وصية على الإخبار، بالطلب، أو يُقدر بعده خبر أى يوصون وصية أو مفعول لمحذوف أى كتب الله عليكم وصية، أو ألزمهم الله وصية، والجملة خبر الذين، أو الذين مفعول لمحذوف ناصب لمحله ولوصية، أى وألزم الله { الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } ويدل لذلك قراءة ابن مسعود ما لم تكونوا تعلمون، كتب عليكم الوصية لأزواجكم متاعا إلى الحول، ومعنى قوله تعالى { يتوفون } يشارفون الوفاة، لأن المتوفى لا تمكن منه الوصية، وذلك من مجاز الأول بحسب ظن الإنسان، لأنه يظن الوفاة بمرضه. { مَتَاعاً إلىَ الحَوْلِ } نصب على أنه مفعول مطلق منصوب بوصية فى قراءتنا بالرفع، وذلك أن الإيصاء يتضمن معنى التمتع والمفعول المطلق بنصبه المصدر كما ينصبه الفعل، وقرأ أبى { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا متاعا لأزواجهم متاعا إلى الحول } فمتاعاً مفعول مطلق لمتاع، ومعناهما التمتيع، وإذا نصب وصية فلا يكون متاعا مفعول مطلقاً ليوصون مثلا المحذوف على المفعولية المطلقة، لأن العامل الواحد لا ينصب مفعولين مطلقين بلا تبعية، فلو جعل بدلا من وصبة نجاز، ويجوز تقدير الجار، أى يوصون وصية بمتاع، ويجوز نصبه على المفعولية المطلقة لوصية إذا نصب وصية على أنه مفعول به، ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا مؤكداً لغيره، أى متعوهن متاعاً كقولك ابنى أنت حقاً، وإلى الحول فتعلق بمتاعا. { غَيْر إخْراجٍ } حال من أزواجهم، أى غير مخرجات من بيوتهم أو غير ذوات إخراج منها، أو بدل اشتمال من متاعا لتحقق الملابسة بين تمتيعهن حولا، وبين عدم إخراجهن من بيوتهم، أو مفعول مطلق مؤكد لغيره، وذلك أن التمتيع، قد يكون بعدم الإخراج وبإجراء النفقة حولا فقرر بقوله { غير إخراج } أن المراد هنا التمتيع لعدم الإخراج، ولو كن يتمتعن فى نفس الأمر أيضا بالإنفاق وكبيوتهم بيوتهن أو بيوت غيرهن إذا تراضوا بالمكث فى بيوت غير ما كن فيه قبل الوفاة.

السابقالتالي
2 3